تحليل: تعدد شعارات الحوثيين في الحرب يكشف أهدافهم الحقيقية
في ظل استمرار الصراع في اليمن، يتضح أن جماعة الحوثي اعتمدت على يافطات متعددة لتبرير حروبها، لكن الهدف الأساسي وراء كل هذه الشعارات ظل كما هو: السلطة والثروة، وفقًا لما أكده الدكتور محمد جميح، مندوب اليمن لدى اليونسكو، في تحليله لمسار الحرب التي تخوضها الجماعة منذ سنوات.
منذ اندلاع الحروب الست الأولى، رفع الحوثيون شعار "الدفاع عن النفس"، وحين دخلوا صنعاء، زعموا أن هدفهم إصلاح مسار الثورة ومحاربة الفساد، لكنهم سرعان ما اتجهوا جنوبًا نحو عدن، مبررين ذلك بـ**"حماية الوحدة اليمنية"**، رغم دعمهم السابق لمطالب الحراك الجنوبي في تقرير المصير.
وعند توسعهم في تعز ومأرب والجوف ورداع، بررت الجماعة عملياتها العسكرية بحجة محاربة الإرهاب والتكفيريين، مستخدمة خطابًا طائفيًا لكسب الدعم السياسي والعسكري من إيران وحلفائها في المنطقة.
وأشار جميح إلى أن الحرب الأخيرة في غزة شكلت فرصة جديدة للحوثيين لتغيير خطابهم الدعائي، حيث انتقلوا من محاربة "الدواعش" إلى "مناصرة فلسطين"، مستغلين القضية الفلسطينية كغطاء سياسي لتمرير أجندتهم في اليمن.
ومع انتهاء الحرب في غزة ودخول المقاومة الفلسطينية في مفاوضات، واصل الحوثيون استهداف السفن في البحر الأحمر تحت ذات الذريعة.
ومع انتهاء الحرب في غزة ودخول المقاومة الفلسطينية في مفاوضات، واصل الحوثيون استهداف السفن في البحر الأحمر تحت ذات الذريعة.
في سياق متصل، جاءت الضربات الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة والحديدة كرد مباشر على عملياتهم في البحر الأحمر، والتي وصفتها واشنطن بأنها "قرصنة بحرية تهدد الأمن الدولي".
ووفقًا لجميح، فإن اللافت في هذه الضربات هو غياب الإدانة الدولية لها، باستثناء إيران وحلفائها، وهو ما يعكس العزلة السياسية التي تعاني منها الجماعة نتيجة سياساتها العدائية.
ووفقًا لجميح، فإن اللافت في هذه الضربات هو غياب الإدانة الدولية لها، باستثناء إيران وحلفائها، وهو ما يعكس العزلة السياسية التي تعاني منها الجماعة نتيجة سياساتها العدائية.
وأوضح جميح أن إيران استغلت الحوثيين كأداة إقليمية، حيث حولت اليمن إلى ساحة تجارب لصواريخها وطائراتها المسيّرة، فيما يعاني ملايين اليمنيين من ويلات الحرب التي لا هدف لها سوى ترسيخ سيطرة الجماعة الطائفية.
وحمل جميح الشرعية اليمنية مسؤولية كبيرة في استمرار الأزمة، مشيرًا إلى أنها ضيّعت العديد من الفرص لإنهاء سيطرة الحوثيين، بسبب ضعف الأداء السياسي والعسكري، مما سمح للجماعة بالاستمرار في التمدد وفرض أمر واقع على الأرض.
ويخلص التحليل إلى أن الحوثيين لا يتوقفون عن تبديل شعاراتهم، لكن الهدف الحقيقي لحروبهم لم يتغير، وهو إحكام قبضتهم على السلطة ونهب موارد الدولة، بغض النظر عن الخسائر البشرية والاقتصادية التي تكبدها اليمن بسبب مشروعهم المدعوم من إيران.

التعليقات