غضب في تعز بعد توزيع طارق صالح سلالًا غذائية للمعلمين بدلاً من تحقيق وتلبية مطالبهم
تعز - تقرير
أثار قيام عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يُسمّى قوات المقاومة الوطنية المدعومة إماراتيًا، طارق صالح، بتوزيع سلال غذائية على المعلمين في محافظة تعز، موجة غضب شعبي عارمة، خصوصًا بعد رفع صوره وصور الرئيس الإماراتي محمد بن زايد أثناء التوزيع، في خطوة اعتبرها ناشطون "إهانة سافرة" لكرامة المعلم، واستهتارًا بحقوقه المشروعة وعلى رأسها صرف الرواتب.
خلال الأربعة الأشهر الماضية، ظلت مدارس تعز مغلقة جراء إضراب المعلمين المستمرين في تنفيذ احتجاجات ومسيرات أسبوعية تطالب برفع أجورهم وصرف مستحقاتهم بما يتناسب مع الوضع المعيشي في ظل انهيار العملة، وسط تجاهل حكومي، لتأتي هذه الخطوة من عضو مجلس القيادة الرئاسي لتصبّ الزيت على النار، وتُضاف إلى سجلّ طويل من التجاهل الرسمي لمطالب القطاع التربوي في واحدة من أكثر المحافظات تضررًا من الحرب.
وانطلقت موجة من التنديد والسخط على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون الحملة بأنها "دعاية سياسية رخيصة" و"مهرجان انتخابي فجّ" يستخدم معاناة الناس كوسيلة تلميعية تهدف لتبييض الصفحات السوداء.
حدث يستحق ألف ثورة
الناشط السياسي رامز الشارحي، كتب سلسلة منشورات غاضبة، على صفحته بالفيسبوك، قال فيها: "المهرجان الانتخابي لتوزيع السلال الغذائية للمعلمين.. لم يعد في هذه البلاد رجل واحد يحترم نفسه، حكام البلاد وأصحاب المسؤولية صاروا يتصدقوا علينا، لا منجى ولا ملجأ إلا بإزاحة كاملة وغير منقوصة لكل أشكال الخراب وأدواته التافهة".
وأضاف: "الناس تموت جوع، والمسؤول عن أمنك يوزع لك لقمة كصدقة ويحملك صورته فوق رقبتك.. أقسم بالله أن ما حدث اليوم يستحق ألف ثورة!" متهمًا طارق صالح وأمثاله، بأنهم "بلا كرامة، بلا نخوة، لا يعرفون عن المسؤولية شيئًا، وليس لهم علاقة بالأخلاق والقيم، والشعب في نظرهم قطيع يستحق الإهانة".
دور فاعل خير
الأستاذ رائد عبدالغني التميمي، كتب مخاطبًا طارق صالح: المعلم لا يحتاج إلى مبادرات عابرة، بل إلى تكريم حقيقي يتمثل في إعطائه حقوقه كاملة، هذا واجبكم ودوركم في قيادة البلاد، وليس دور فاعل خير، المعلمون هم شعلة النور، وصمودهم اليوم هو الطريق نحو غدٍ أكثر عدلًا وكرامة.
وفي منشور لاذع، كتب الناشط نشوان الحبشي: "واحد من مشاهد الإهانة والإذلال.. أي وقاحة تجعل مسؤولًا في أعلى هرم الدولة يتحول إلى فاعل خير يتفضل على المعلم بسلة غذائية؟! لا لشيء إلا ليُرى صورته وصورة ولي نعمته تُرفعان فوق حاجات المحتاجين" مضيفًا: "ما حصل ليس دعمًا للمعلم، بل إهانة علنية بإشراف مطبلين يبحثون عن التصفيق والولاء مقابل فتات".
فيما علّق خالد نجيب القحطاني بغضب قائلًا: "تخيل واحد يجيب لك سلة غذائية بـ 20 ألف ويسمع بك بمليون، والله إنها كارثة بحق تعز ومعلمي تعز... لا تجيبوا سلال غذائية ولا المعلمين بحاجتكم، ادفعوا رواتبهم وجيبوا حقوقهم وخلاص". وأضاف ساخرًا: "أصبح مسؤولو الدولة ينافسوا غالب القاضي بالسلل الغذائية، وقلبوا المعلمين أرامل ومطلقات".
سيكوباتي يتعمد إهانة اليمنيين
الكاتب والإعلامي محمد الخامري، فقد وصف طارق صالح بأنه "سيكوباتي يتعمد إهانة اليمنيين"، وكتب أن "المعلم يُجبر على الوقوف في الشمس وهو يرفع صور قيادات سياسية مقابل سلة غذائية لا تكفي أسبوعًا". مضيفًا: "يجب أن يعرف طارق صالح وزملائه في المجلس الرئاسي وقيادات الدول المجاورة والداعمة والممولة أن اليمنيين ليسوا عبيد إعاشة ولا أدوات سياسية، وحقوقهم لا تُشترى بسلال غذائية، بل تُنتزع بالعدل والكرامة."
الصحفي طه صالح قارن بين مشاهد مماثلة حصلت مع رجال المرور، وقال: " اخجلوا، استحوا، عيب ما يحدث، سلة غذائية لا تكفي أسرة معلم لشهر، ويرافقها كل هذا الاستعراض بالصور والشخصيات". مردفًا: "احفظوا كرامة المعلم، وكرامة رجل المرور، وكرامة المواطن، لا ترقصوا بصوركم على جوع بطونهم".
محاولة لغسل الماضي الأسود
من جانبه، ذهب الناشط منير المحجري إلى وصف الحدث بأنه "محاولة بائسة لاستغلال معاناة المعلمين لتبييض صورة طارق صالح والإمارات". مضيفًا: "لن تنطلي هذه المدناقة لا على المعلمين ولا على المجتمع التعزي".
وفي ذات السياق، قال الناشط مجيب اليوسفي إن "طارق عفاش يحاول أن يغسل ماضيه الأسود بسلة غذائية.. متناسيًا أن أبناء تعز يعرفونه حق المعرفة، حين كان في صف المليشيا، وحين كان الدم يسيل في الشوارع من قناصة عمه.. اليوم يتسلق على شرعية الشعب متقمصًا دور المصلح والراعي". مضيفًا: لكن التأريخ لا يُنسى، ولن يُمحى بالمال والصور والصدقات، والخزي لا يُمحى بالمجاملات".
وفي مقارنة عاجلة، قال الناشط محمد اليوسفي، إن الكويت دعمت اليمن بمليارات الدولارات ولم يتم إجبار أحد على رفع صور مسؤوليها، بينما الإمارات دعمت بنصف دقيق للمعلمين وطلبت رفع صورة بن زايد وعملائها.
فيما سخر الصحفي عامر دعكم بقوله: لازم العملة تنهار أكثر، عشان يكون هناك احتفاء أوسع بـ "السلة الغذائية" كخطوة إنقاذية مقدمة من مسؤول في الصف الأول بالدولة، وتكون الصور أكثر انتشارًا، ويصبح الموقف تلميعيًا في لحظة حرجة..!
وجاء توزيع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق هذه السلال الغذائية، في وقت يطالب فيه التربويون في تعز الجهات المسؤولة بتوفير حلول جذرية لمشكلة الرواتب، ورفع الأجور بما يتناسب ارتفاع تكاليف المعيشة وانهيار العملة المحلية التي وصلت تجاوز 2600 ريال مقابل الدولار الواحد.

التعليقات