معلومات استخباراتية أمريكية تكشف: الحوثيون طلبوا مخرجاً قبل وقف إطلاق النار المفاجئ مع واشنطن ( تفاصيل )
كشفت أربعة مصادر أمريكية مطلعة أن جماعة الحوثي اليمنية كانت تبحث عن "مخرج" من التصعيد العسكري مع الولايات المتحدة، وذلك قبيل أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار المفاجئ بين الطرفين مطلع مايو الجاري.
وبحسب اثنين من هؤلاء المسؤولين، فإن المخابرات الأمريكية بدأت تلتقط إشارات تفيد بأن الحوثيين يواجهون ضغوطًا كبيرة جراء القصف الأمريكي المكثف الذي استمر سبعة أسابيع متواصلة، ما دفعهم إلى فتح قنوات تواصل سرّية مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.
ونقل أحد المصادر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن المعلومات الاستخباراتية التي وردت إلى الإدارة الأمريكية أفادت بأن "الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك"، في إشارة إلى الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي المتصاعد على الجماعة.
وبينما كانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM) تتوقع استمرار الحملة الجوية ضد الحوثيين حتى وقت لاحق من هذا العام، جاء القرار بوقف العمليات بشكل مفاجئ في 6 مايو، بعد 52 يومًا من الضربات الجوية، مما سمح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعلان عن "الانتصار" قبيل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط.
دور إيراني في التهدئة
أكد مصدران مطلعان أن إيران، الحليف الإقليمي الأبرز للحوثيين، لعبت دورًا محوريًا في إقناع الجماعة بالتفاوض وتهدئة التصعيد. ويُنظر إلى هذا الدور كجزء من مساعي طهران لخفض التوتر مع واشنطن في إطار محادثاتها النووية الجارية، تجنبًا لأي عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي محتمل.
ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار مثّل تحوّلًا غير متوقع في المشهد السياسي والعسكري، إلا أن إسرائيل — أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة — لم تُبلغ مسبقًا بهذا الاتفاق، بحسب ما أفاد مسؤول إسرائيلي ومصدر دبلوماسي مطلع.
ضغط متبادل
في المقابل، أقرّ مسؤولون أمريكيون بأن الحملة العسكرية كانت مكلفة أيضًا للولايات المتحدة، التي خسرت طائرتين وعددًا من المسيّرات، واستهلكت مخزونًا مهمًا من الذخائر.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، وبمجرد اطلاعه على المعلومات الاستخباراتية الجديدة في مطلع مايو، بادر إلى عقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض، خلص خلالها إلى وجود "فرصة سانحة" للتوصل إلى تهدئة مع الحوثيين.
وكلّف الرئيس ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بقيادة مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء من سلطنة عمان. وقد جرى خلالها التواصل مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، الذي كان بدوره على تواصل مباشر مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وبالفعل، تم التوصل إلى اتفاق إطاري مساء الاثنين 5 مايو، وفي اليوم التالي أعلن ترامب رسميًا عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مصورًا الأمر وكأنه "استسلام حوثي". وقال الرئيس الأمريكي حينها:
“قالوا لنا: من فضلكم توقفوا عن قصفنا، ولن نهاجم سفنكم بعد الآن”.
موقف الحوثيين
في المقابل، علّق محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، على تقرير وكالة "رويترز" بالتأكيد على أن الجماعة تواصلت فقط عبر سلطنة عمان، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار جاء كرد فعل على ما وصفه بـ"العدوان الأمريكي"، وأضاف:
“إذا أوقفوا عدوانهم، سنوقف ردنا”.
ورفض عبد السلام تقديم مزيد من التفاصيل، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، حتى لحظة نشر الخبر.

التعليقات