صنعاء – هزّ انفجار عنيف، مساء الخميس، أحد مخازن الأسلحة التابعة لميليشيا الحوثي في منطقة "صرِف" بمديرية بني حشيش شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، في حادثة وصفت بأنها من أخطر الانفجارات التي شهدتها المدينة خلال السنوات الأخيرة.

وأفادت مصادر محلية مطلعة لقناتي "العربية" و"الحدث" أن الانفجار ناتج عن عمل تخريبي داخلي وليس نتيجة قصف جوي، مستبعدة في الوقت ذاته فرضية استهداف خارجي. وأضافت المصادر أن المستودع الذي انفجر يُعتقد أنه مخزن سري تحت الأرض يحتوي على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المتوسطة والثقيلة.

واستمرت سلسلة الانفجارات لأكثر من ساعتين، حيث تطايرت القذائف والمقذوفات إلى مناطق متفرقة، محدثة أضراراً واسعة النطاق في المنازل والمحال التجارية القريبة، وسط حالة من الذعر والهلع في أوساط المدنيين.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد بلغت الحصيلة الأولية للضحايا 19 قتيلاً ونحو 40 جريحاً، معظمهم من المدنيين، وسط محاولات من قبل الميليشيا لفرض تكتم إعلامي شديد ومنع وسائل الإعلام المحلية من تغطية الحادث.

وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة مخاطر عسكرة الأحياء السكنية من قبل ميليشيا الحوثي، التي درجت منذ سنوات على استخدام المناطق المدنية لتخزين الأسلحة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مما يعرّض حياة المدنيين لكوارث متكررة.

وتطالب منظمات حقوقية بفتح تحقيق دولي في ممارسات الجماعة المسلحة، ومحاسبتها على ما تعتبره توظيفاً ممنهجاً للمدنيين كدروع بشرية، واستخدام المناطق المأهولة كمستودعات لتخزين الأسلحة والمتفجرات.