خبراء: الهجوم الإسرائيلي على إيران يتجاوز النووي.. هدفه الحقيقي "إسقاط النظام"
أثار الهجوم الجوي الإسرائيلي غير المسبوق على إيران، فجر الجمعة، موجة تساؤلات واسعة حول أهداف تل أبيب الحقيقية، وما إذا كانت العملية تقتصر على تدمير البرنامج النووي الإيراني، أم أنها بداية لمسار أشمل يستهدف النظام الإيراني نفسه.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، أكد في حديث لقناة الجزيرة أن الهجوم الأخير ليس معزولًا عن سياق استراتيجي أوسع، بل يمثل "حلقة مهمة" في مشروع إسرائيلي طويل الأمد يهدف إلى إضعاف النظام الإيراني تمهيدًا لإسقاطه.
وقال مصطفى إن "إسرائيل لو كانت تسعى فقط لضرب البرنامج النووي، لركّزت عملياتها على المنشآت النووية"، مضيفًا أن "الضربات استهدفت أيضًا قادة عسكريين ومنشآت استراتيجية غير نووية، ما يعكس نية لتقويض قوة النظام السياسية والعسكرية".
ويرى أن إسرائيل تسعى لإضعاف هيبة طهران داخليًا وإقليميًا، خصوصًا بعد سنوات من استهداف ما يُعرف بـ"المحور الإيراني" في المنطقة، مشبهًا ما يحدث الآن بتكتيكات إسرائيل السابقة في لبنان ضد حزب الله، من خلال ضرب القيادات والنخب كخطوة أولى نحو شلّ المنظومة الحاكمة.
وأشار إلى أن التحول في التكتيك الإسرائيلي بدأ بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أصبحت تل أبيب تهاجم أذرع المحور الإيراني أولًا، لتنتقل بعدها إلى ضرب المركز، معتبرًا أن ما يحدث الآن هو "استفراد بالمركز بعد إنهاك الأطراف".
ولفت مصطفى إلى وجود "إجماع داخلي" في إسرائيل بشأن الضربة، معتبرًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، "كان ينتظر هذه اللحظة منذ سنوات لتحقيق طموحاته السياسية والتاريخية".
تفاصيل الضربة الإسرائيلية
وكانت إسرائيل قد أعلنت، فجر الجمعة، تنفيذ ضربات جوية واسعة النطاق استهدفت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، ومنظومات دفاع جوي، إضافة إلى قيادات عسكرية رفيعة في الحرس الثوري الإيراني.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بأنها "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، مؤكدًا أن الهدف منها هو منع طهران من امتلاك سلاح نووي.
بدوره، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الضربة "حققت إنجازًا كبيرًا"، معلنًا مقتل عدد من القيادات العسكرية والعلماء النوويين الإيرانيين، ومؤكدًا استمرار الجيش في "عملية مطولة لإجهاض البرنامج النووي الإيراني وإزالة التهديدات الوجودية".
في غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة مقتل 20 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في الضربة، أبرزهم رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، دون تأكيد رسمي من طهران حتى اللحظة.
اشترك ليصلك كل جديد صوت وصورة
التعليقات