القلق يضرب قيادة الحوثيين: الكشف عن إعادة هيكلة حماية عبدالملك الحوثي ومناقشة سيناريو "الزعيم البديل"
كشفت تقارير أمنية واستخباراتية متطابقة عن قيام جماعة الحوثي في اليمن باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لإعادة هيكلة دائرة الحماية الخاصة بزعيمها عبدالملك الحوثي، وسط تزايد المخاوف من استهداف مباشر من قبل إسرائيل بعد تصاعد عملياتها ضد أذرع طهران في المنطقة.
ونقلت منصة "Defense Line" عن مصادر وصفتها بالرفيعة أن الجماعة عززت بشكل كبير الحماية حول زعيمها وأفراد أسرته والمقربين من قياداتها العليا، مع فرض قيود مشددة على تحركاتهم واتصالاتهم، واتباع احتياطات معقدة للحفاظ على سرية أماكن إقامتهم ونشاطهم اليومي، في ظل مخاوف متزايدة من ضربات إسرائيلية على غرار ما تعرض له قادة حزب الله في لبنان والحرس الثوري في إيران.
وأكدت التقارير أن قيادة الجماعة بدأت بالفعل مناقشة ملف "الزعيم البديل" في حال تعرض عبدالملك الحوثي لأي عملية استهداف، وهو نقاش غير مسبوق يعكس حجم القلق الذي يسيطر على قيادات الصف الأول في الجماعة.
ويحتفظ عبدالملك الحوثي بدائرة أمنية مغلقة تضم بالأساس أشقاءه وأبناء عائلته المباشرين، إلى جانب شبكة مصغرة من أبناء العمومة والمقربين من السلالة العقائدية، والذين جرى إعدادهم أمنياً واستخباراتياً بعناية فائقة، بعد تلقيهم تدريبات مكثفة في إيران وأماكن أخرى بإشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني، وتحت متابعة مباشرة من جهاز "أمن الثورة" الذي يديره جعفر محمد أحمد المرهبي الملقب بـ "أبو جعفر".
وإلى جانب "أمن الثورة"، يعتمد الحوثيون أيضاً على جهاز "الأمن الوقائي الجهادي"، الذي يديره أحسن عبدالله الحمران، ويعمل كمظلة أمنية سرية موازية تراقب تحركات جميع المسؤولين والكوادر داخل بنية الجماعة نفسها.
وتضم الحلقة الأمنية المحيطة بزعيم الجماعة شخصيات بارزة في الهيكل الاستخباراتي الحوثي، من أبرزهم عبدالرب جرفان المكنى "أبو طه"، الذي يشغل حالياً منصب نائب مدير مكتب عبدالملك الحوثي ومسؤول سابق لجهاز الأمن القومي، ومطلق المراني المعروف بـ"أبو عماد" الذي يتولى إدارة جهاز الأمن والمخابرات في محافظة صعدة.
وتزايدت المخاوف الحوثية مع اتساع الضربات الإسرائيلية على حلفاء طهران في المنطقة، خصوصاً بعد تحليق طائرات إسرائيلية في مناطق سيطرة الجماعة مؤخراً، وتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي لوح فيها صراحة باستهداف عبدالملك الحوثي أسوة بما جرى مع قيادات في حماس وحزب الله.
هذه التطورات تعكس حالة من الارتباك داخل قيادة الجماعة التي تجد نفسها في مواجهة متزايدة مع أخطار الاختراقات الاستخباراتية والهجمات الدقيقة، وهو ما دفعها لتشديد القبضة الأمنية الداخلية وإعادة تقييم بنية القيادة تحسباً لأي سيناريو قد يفضي إلى فراغ مفاجئ في قمة هرمها التنظيمي والعقائدي.
برنامج اليمن الكبير الحلقة الثانية : "عاصمة الروح" .. صنعاء
التعليقات