تحليل.. زيارة العليمي إلى الرياض تكشف عن أزمة اقتصادية خانقة ومخاوف من انهيار وشيك في اليمن
كشفت مصادر مطلعة عن أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي إلى العاصمة السعودية الرياض، تأتي في سياق تحركات عاجلة لتفادي انهيار اقتصادي بات وشيكًا، في ظل عجز حكومي متزايد عن الوفاء بالتزاماتها المالية والخدمية.
وبحسب مقالة تحليلية للكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي نشرها موقع "عربي 21"، فإن الزيارة تحمل في طياتها طلبًا مباشرًا من القيادة السعودية لتقديم دعم مالي عاجل، في وقت تشهد فيه مؤسسات الدولة حالة من التآكل الاقتصادي الحاد، وعجزًا واضحًا عن إدارة الموارد السيادية، وعلى رأسها عائدات النفط والغاز.
وتسود حالة من الترقب في الأوساط السياسية والاقتصادية باليمن، وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى هاوية الفوضى الاقتصادية، إذا لم تسفر زيارة العليمي عن نتائج ملموسة، تُمكِّن الحكومة من مواصلة صرف المرتبات، ووقف انهيار العملة المحلية، والحد من الارتفاع الجنوني للأسعار.
ويرى مراقبون أن زيارة العليمي تمثل محاولة أخيرة لتأمين شبكة أمان مالية من السعودية، في وقت تخلّى فيه الحلفاء الإقليميون والدوليون عن دعم حقيقي لقدرات الحكومة الشرعية، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، وفق ما جاء في التقرير ذاته.
وحمّلت المقالة مسؤولية التدهور الحالي لما وصفه بـ"التواطؤ الدولي والإقليمي"، الذي سمح للحوثيين بتعزيز مكاسبهم على الأرض، في مقابل سلطة شرعية عاجزة عن فرض سيادتها، وتفتقر إلى جيش موحد وإدارة مركزية فعالة.
وتُثار تساؤلات متزايدة حول جدوى استمرار الحكومة في تبني أولويات أمنية وإعلامية، على حساب الملفات الاقتصادية والمعيشية الملحة، في ظل أزمة معيشية خانقة يعيشها ملايين اليمنيين، وانهيار القدرة الشرائية واتساع رقعة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وبينما لم تعلن الرئاسة اليمنية رسميًا عن تفاصيل زيارة العليمي، تؤكد المصادر أن الملفات الاقتصادية تتصدر أجندة المباحثات، وعلى رأسها إمكانية استعادة تصدير النفط والحصول على دفعة جديدة من الدعم المالي السعودي، بعد أن فشلت الودائع السابقة في إحداث استقرار فعلي.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات