أفاد التلفزيون الرسمي السوداني بأن الجيش السوداني دمّر طائرة عسكرية إماراتية أثناء هبوطها في مطار نيالا بولاية دارفور، الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا، غالبيتهم من المرتزقة الكولومبيين، بحسب ما أوردت مصادر عسكرية.

وقال مصدر عسكري — فضّل عدم الكشف عن هويته — إن الطائرة الإماراتية كانت تحمل شحنات من الأسلحة والعتاد لقوات الدعم السريع، وقد تم استهدافها وتدميرها بالكامل ضمن سلسلة من الضربات الجوية المكثفة التي ينفذها الجيش في دارفور.

ولم يصدر تعليق رسمي من جانب أي من الأطراف المعنية: الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أو قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أو الإمارات التي تتهمها الخرطوم بدعم قوات الدعم السريع عسكريًا، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي باستمرار رغم تقارير أممية تشير إلى وجود دعم غير مباشر.

 مرتزقة كولومبيون في دارفور

بحسب التلفزيون السوداني، كانت الطائرة المنطلقة من قاعدة عسكرية في منطقة الخليج تُقل عناصر مرتزقة من كولومبيا، وقال إنهم قُتلوا جميعًا في الغارة. ويؤكد هذا روايات سابقة تشير إلى تورط الإمارات في تجنيد مقاتلين كولومبيين لصالح قوات الدعم السريع، وهي اتهامات دعمها خبراء من الأمم المتحدة ووسائل إعلام دولية.

وكانت الخرطوم قد اتهمت هذا الأسبوع أبوظبي بتجنيد وتمويل عشرات المرتزقة الكولومبيين، مؤكدة امتلاكها وثائق رسمية تثبت تلك العلاقة.

وأشارت تقارير من قوات الجيش في دارفور إلى وجود أكثر من 80 مقاتلًا كولومبيًا في مدينة الفاشر، آخر عواصم الإقليم التي ما زالت تحت سيطرة الجيش، لقي عدد منهم حتفهم خلال ضربات جوية ومدفعية مؤخرًا.

 أدلة مرئية ومواقف دولية

نشر الجيش السوداني مقاطع فيديو قال إنها توثّق وجود "مرتزقة أجانب يُشتبه في أنهم كولومبيون"، فيما أظهرت صور أقمار صناعية — صادرة عن معهد الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل — انتشار طائرات مسيّرة صينية الصنع في مطار نيالا، ما يعزز مزاعم الدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع.

وفي ديسمبر 2024، كانت وزارة الخارجية الكولومبية قد أعربت عن أسفها لانخراط بعض مواطنيها في النزاع السوداني، مؤكدة أن معظمهم جنود سابقون استُقطبوا للعمل كمرتزقة، لا سيما في ظل تجنيد الإمارات لهم سابقًا في اليمن والخليج.



فرانس24/ أ ف ب