مع تصاعد التوتر داخل المجلس الرئاسي.. البحسني يتحدث عن "قوى خفية" تديره
حذّر عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، فرج البحسني، الثلاثاء 16 سبتمبر/أيلول 2025، من أن "قوى خفية" تتحكم في مسار المجلس وتديره وفق مصالحها الخاصة، في ظل غياب لائحة عمل واضحة تنظم مهام وصلاحيات أعضائه، الأمر الذي اعتبره خطراً يهدد مستقبل البلاد.
وقال البحسني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن المجلس منذ تأسيسه لم يقرّ لائحة عمل تُشرك جميع الأعضاء بشكل فعّال، ما أفسح المجال أمام أطراف خفية للتأثير على قراراته، وحوّل بعض المحافظات التي كانت نموذجاً في الإدارة والعمل العسكري إلى "بؤر للفساد وغياب القانون".
وحمّل البحسني التحالف وقيادة المجلس والقوى السياسية "مسؤولية تاريخية" عن استمرار حالة المماطلة والتسويف، داعياً إلى "تشخيص شجاع يعيد تصحيح المسار"، وإقرار لائحة عمل تُلزم الجميع بتوزيع المهام والصلاحيات، مؤكداً أنه "لا يُعقل أن تُدار المحافظات المحررة من مركز معزول عن واقعها".
وحذر البحسني من أن التاريخ لن يرحم المتقاعسين، مشدداً على أن الإصغاء لنبض الشارع ومنح كل عضو في المجلس تكليفاً واضحاً هو الطريق لاستعادة الثقة الشعبية.
وتأتي هذه التحذيرات بعد أيام من إصدار عضو المجلس ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، 11 قراراً بتعيين شخصيات من أتباعه في وزارات وسلطات محلية، في خطوة وُصفت بأنها "تجاوز معلن لصلاحيات رئيس المجلس رشاد العليمي"، وأثارت موجة غضب سياسي وتوتراً غير مسبوق داخل المجلس.
القرارات التي صدرت عقب عودة العليمي وعضوي المجلس سلطان العرادة وعبدالله العليمي إلى عدن، اعتُبرت من مراقبين "رصاصة في جسد الشرعية" ومحاولة لفرض أمر واقع جديد.
وفي أول رد دولي على هذه التطورات، حذرت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، من أن أي انقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي "لا يخدم سوى الحوثيين"، مؤكدة أن وحدة القيادة والانسجام السياسي عنصران أساسيان في مواجهة التحديات.
وأضافت في حديثها لصحيفة "الشرق الأوسط": "أي خطوة تُضعف وحدة القيادة أو تفتتها تصب في مصلحة من يعمل ضد استقرار اليمن ووحدته".
بهذا التصعيد الجديد، تبدو الشرعية اليمنية أمام اختبار صعب بين ضغوط داخلية وخارجية، وسط خشية من أن يؤدي تفاقم الانقسامات إلى إضعاف مؤسسات الدولة وتعزيز مكاسب الحوثيين.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات