تعز على موعد مع اقتحام "مربع الموت".. الأمن والجيش يحشدان لتطهير "كلابة" و"الروضة" بعد اغتيال أفتهان المشهري
تشهد محافظة تعز، صباح اليوم، حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوق، مع بدء التحضيرات الميدانية واللوجستية لاقتحام أحياء "كلابة" و"الروضة" شمال شرقي المدينة، والمعروفة محليًا بـ"مربع الموت"، بسبب كثافة الاشتباكات السابقة وصعوبة فرض السيطرة الأمنية فيها.
خطة أمنية شاملة لملاحقة المتورطين
مصادر أمنية وعسكرية مطلعة أكدت أن هذه التحركات تأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى تطهير المنطقة من العناصر الإجرامية المتورطة في قضايا قتل واغتيال وسطو مسلح واتجار بالمخدرات، وفي مقدمتها الجريمة البشعة التي استهدفت أفتهان المشهري – مديرة صندوق النظافة في تعز – والتي هزّت الرأي العام وأشعلت موجة غضب واسعة.
ووفقًا للمصادر، فإن منفذي اغتيال المشهري، إلى جانب آخرين مطلوبين، يتحصنون داخل تلك الأحياء ويستغلون تضاريسها المعقدة وكثافتها السكانية لعرقلة أي محاولة أمنية سابقة لاعتقالهم.
فشل الوساطات واللجوء للخيار الحاسم
وأوضحت المصادر أن قرار الاقتحام جاء بعد فشل محاولات الوساطة والمفاوضات التي استمرت لأكثر من 48 ساعة لإقناع المطلوبين بتسليم أنفسهم، ما دفع السلطات إلى الحسم العسكري استجابةً للضغط الشعبي.
خلال الأيام الماضية، خرجت وقفات احتجاجية شبابية ونسائية ومجتمعية تطالب بالقصاص العادل وإنزال أقصى العقوبات بحق القتلة، معتبرة أن استهداف المشهري – المعروفة بنشاطها المجتمعي وخدمتها للمواطنين – يمثل "جريمة ممنهجة ضد المرأة العاملة والفاعلة في تعز".
إجراءات ميدانية لحماية المدنيين
الخطة الأمنية تشمل نشر قوات مشتركة من الجيش والأمن والدعم والإسناد، وتأمين محيط الأحياء لمنع تسرب المطلوبين أو وقوع أضرار جانبية للمدنيين. كما يجري التنسيق مع قيادة المحافظة والسلطة المحلية لتأمين ممرات آمنة للعائلات الراغبة في مغادرة المنطقة قبل بدء الاقتحام.
ترقب شعبي ورسالة حازمة
التوقعات تشير إلى أن العملية قد تبدأ خلال الساعات المقبلة وسط ترقب شعبي كبير، فيما شددت مصادر رسمية على أن "اليد الطولى للقانون ستطال كل من يلوذ بالسلاح أو يحتمي بالمدنيين".
يُذكر أن أفتهان المشهري قُتلت برصاص مسلحين مجهولين أمام منزلها في حي "القاهرة" وسط تعز، في جريمة أثارت صدمة واسعة وفتحت ملف الإفلات من العقاب، لتتحول قضيتها إلى رمز لمطالبة الشارع بتطبيق العدالة وحماية النساء والفاعلين المجتمعيين.
التعليقات