في تصعيد عسكري غير مسبوق، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم الخميس سلسلة غارات عنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة مواقع عسكرية ومقار قيادية تابعة لميليشيات الحوثي، إلى جانب مناطق مدنية، في إطار ما بات يُعرف بـ"معركة التصفية" ضد قيادات الجماعة المدعومة إيرانياً.

وبحسب وسائل إعلام حوثية، فقد طالت الغارات محطة كهرباء ذهبان شمال العاصمة، إضافة إلى حي سكني في شارع الرقاص بمديرية معين، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 48 آخرين بجروح متفاوتة.

الهجوم الإسرائيلي جاء – وفق مصادر عبرية – رداً على العملية التي نفذها الحوثيون أمس الأربعاء ضد مدينة إيلات الساحلية، والتي أسفرت عن إصابة عشرات الإسرائيليين.

وقالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، هو من أوعز شخصياً بشن الغارات على صنعاء من على متن طائرته المتجهة إلى نيويورك.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن سلاح الجو نفذ ضربات دقيقة استهدفت معسكرات للحوثيين، بينها معسكر القيادة العامة، مؤكداً أن العملية أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر الجماعة وتدمير مخازن أسلحة.

وكشفت القناة 14 الإسرائيلية أن نحو 20 طائرة مقاتلة شاركت في الهجوم، فيما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن العملية شهدت استخدام أكثر من 65 قذيفة جوية، وهو أكبر عدد ذخائر يتم إطلاقه في هجوم واحد على اليمن منذ بداية التصعيد.

أما القناة 12 الإسرائيلية فقد نقلت عن مسؤول أمني رفيع قوله إن الجيش الإسرائيلي سيضاعف وتيرة هجماته على الحوثيين خلال المرحلة المقبلة، في إشارة إلى دخول المواجهة مع الجماعة مرحلة أكثر شراسة واتساعاً.

وفي صنعاء، تحدثت مصادر محلية عن أكثر من 10 غارات مركزة ضربت مناطق متفرقة من العاصمة، مخلفة دماراً واسعاً في محيط الأهداف العسكرية والسكنية، وسط حالة من الذعر في أوساط المدنيين.

ويرى مراقبون أن هذا الهجوم الإسرائيلي يمثل رسالة ردع قوية للحوثيين، خصوصاً بعد تورطهم في استهداف العمق الإسرائيلي، كما يعكس تصعيداً إقليمياً خطيراً ينذر بانزلاق اليمن إلى جبهة مواجهة مباشرة في صراع الشرق الأوسط الأوسع.