في تصريحٍ حازمٍ ومشحون بدلالات إنسانية ووطنية، ردّ وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمنية، شفيع العبد، على ما وصفه بـ«الافتراء الفج» الذي يروّج لفكرة تراخي أبناء المحافظات الشمالية في مواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية، مؤكداً أن هذه الادعاءات تتهاوى أمام حجم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشماليون خلال سنوات الحرب.

وقال العبد في حديثٍ صحفي إن ساحات القتال المنتشرة في مختلف الجبهات، وشواهد القبور الممتدة من أقصى الشمال إلى الوسط، وأجساد الجرحى الذين فقدوا أطرافهم، إضافة إلى معاناة آلاف الأرامل واليتامى، تمثل أدلة دامغة على زيف هذه الاتهامات، مشدداً على أن دماء الشهداء لا يمكن محوها بخطاب سياسي مغرض.

وأضاف أن مناطق الشمال كانت ولا تزال في قلب المواجهة المباشرة مع ميليشيات الحوثي، وقدّمت آلاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن النظام الجمهوري والديمقراطية ووحدة البلاد، موضحاً أن كلفة الحرب لم تقتصر على الجبهات العسكرية فقط، بل امتدت لتشمل أضراراً اجتماعية واقتصادية عميقة أثقلت كاهل الأسر ودمّرت مصادر رزقها.

وأشار وكيل وزارة الشباب إلى أن محاولات التقليل من تضحيات فئة من اليمنيين أو التشكيك في دورهم الوطني لا تخدم سوى مشاريع الانقسام، داعياً إلى خطاب مسؤول يحترم آلام الناس ويعترف بحجم المعاناة المشتركة التي يعيشها اليمنيون دون تمييز.

واختتم العبد تصريحه بنداء أخلاقي واضح، قائلاً إن المزايدة السياسية قد تكون وسيلة سهلة لمن يبحث عن مكاسب ضيقة، لكنها تصبح جريمة أخلاقية حين تتحول إلى تشويه لتضحيات الشهداء والمتاجرة بدمائهم وآلام أسرهم، مؤكداً أن معركة اليمنيين الحقيقية يجب أن تبقى موجهة ضد الانقلاب ومشروعه، لا ضد بعضهم البعض.