رمضان في فلسطين.. فرحة غائبة تحت وطأة كورونا

في مثل هذه الأجواء في فلسطين كانت تعج الأسواق بالتحضيرات والتجهيزات من قبل الفلسطينيين لاستقبال الضيف الكريم "شهر رمضان المبارك"، حيت ترى الاستعدادات تسير على قدم وساق، لكن وصول فيروس كورونا المستجد قادماً من الصين، حال دون ذلك وألقى بظلاله القاتمة على كل هذه الاستعدادات.

حيث تظهر الأسواق في الضفة الغربية وقطاع غزة  شبه خالية من المتجولين والحركة الشرائية في حدودها الضعيفة لا سيما مع إغلاق غالبية المحال التجارية أبوابها وفتحت الأخرى للضرورة القصوى ، في منظر أعاد لأذهان الفلسطينيين أيام منع التجول الإسرائيلي.

الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون المتمثل في ضعف القوة الشرائية وقلة إقبال الناس على المحال التجارية والازدحام على أبوابها وأمام رفوفها، كان دلالة واضحة أن هذا العام مختلف عن سابقيه.

عدد كبير من العمال الفلسطينيين التحقوا بقوائم البطالة ، أما من خبأ قرشه الأبيض في يومه الأسود هو من كان الحظ حليفه لكنه يمسك يده خشية تدهور الامور للاسوا الأيام القادمة ومن المستقبل الذي ينتظرهم.

أما عن زينة رمضان  فتراها فاترة هذا العام؛ قليل من حبال الإضاءة والفوانيس الملونة، والتي اعتاد الناس على تزيين نوافذهم  وبيوتهم وفي الساحات العامة كل عام ..أيضا هؤلاء طالتهم سياسة تقليص النفقات حتى أصبحت عند البعض من الاشياء الغير ضرورية التي يمكن الاستغناء عنها.

يقول تاجر الجملة المتخصص ببيع ألعاب الأطفال وزينة رمضان أبو إياد الدبعي لـ "يني يمن" :  في السنوات السابقة كنا نستورد من الخارج وتحديداً الصين ما يقارب 10كونتيرات كبيرة على حد قوله ، مخصصة لزينة رمضان من فوانيس وإضاءات متنوعة وتوابعها.

ويضيف: "هذا العام قل العدد إلى النصف تقريباً، وهي في أغلبها تم التوصية عليها قبل ازمة وباء كورونا ، حتى هذه اللحظة التي أحدثكم بها لم يباع من هذه الكمية الا كونتينر واحد فقط والحمد لله بعد ان كنت أبيع عن ما يزيد عن 7 او 8 كونتينر.

وحسب الدبعي  فإن بيع زينة رمضان تراجع هذا العام بنسبة تزيد عن 80 بالمائة، نتيجة قرار اعلان حالة الطوارئ وإغلاق المدن ومنع التنقل بين المحافظات والقرى.

ويؤكد على أن خسائر التجّار المباشرة كبيرة، أو سيضطر بعض التجار لتخزين هذه الكميات التي لم تم تجد طريقها للبيع بسبب كورونا إلى العام القادم، وهذا يعني تجميد آلاف الدولارات في المخازن.

وتابع قوله: "في مثل هذه الأجواء الرمضانية التي تسبق اول يوم رمضان ، كان متجري يمتلئ  بالزبائن ولم يكن لدي متسع من الوقت لشرب كأس شاي، أما اليوم فنتمنى أن يدخل علينا عشرة زبائن طوال اليوم".

وحول سؤالنا عن امكانية تسويق بضاعته الكترونيا، أجاب الدبعي: الزينة في غالبيتها فوانيس بسيطة وحبال إنارة يتراوح سعرها بين 3 دولار ل 20 دولار،  الربح فيها يكون محدود، وما سنربحه من الزبون سنضعه تكلفة للمواصلات، البيع الالكتروني غير مرضي بالنسبة لنا  وفيه مخسر لنا.

المظاهر الأخرى الرمضانية  كغياب الأعمال والمبادرات التطوعية في أحياء المدن وحاراتها والقرى والمخيمات جلها اختفت عن الساحة الفلسطينية هذا العام بسبب وباء كورونا.

كان في الأعوام السابقة ما إن يقترب الشهر الفضيل، حتى تتزين الطرقات والجدران، تنظيفاً ودهناً وإنارة، في حملات شبابية تطوعية مختلفة.

اليوم كإجراء احترازي منعاً لانتقال عدوى كورونا بين المواطنين يقف رجال الأمن  الفلسطيني يمنعون الناس من التجول خشية انتشار فيروس كورونا.

إلغاء فعاليات استقبال شهر رمضان لم يقتصر على الجهات الشعبية وامتد ليشمل المؤسسات الرسمية التي اعتادت كل عام على تعليق زينة وحبال إنارة مختلفة في شوارع المدينة كالبلديات.

وفي هذا السياق، يقول يحيى السراج رئيس بلدية غزة لـ "يني يمن" : "هذا العام لم نقم بأي استعدادات  ولم تنظم البلدية اي فعالية ك الاعوام السابقة، كما تقرر إلغاء جميع الفعاليات الخاصة باستقبال الشهر الفضيل وخلاله بسبب كورونا".

ويضيف السراج وذلك منعاً لتجمهر المواطنين وحفاظاً على سلامتهم قررنا اغلاق مداخل البحر والأماكن العامة على أمل أن يأتي رمضان العام القادم في أجواء أفضل مما هي عليه اليوم.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية