مرض "الملاريا" ينهش أجساد اليمنيين.. 65٪ من السكان معرضون للإصابة بالمرض

يوافق 25 إبريل العالمي لمكافحة الملاريا، وبهذا الصدد أعلنت الأمم المتحدة أن هذا المرض يواصل انتشاره باليمن، وباتت معظم مناطق البلد عرضة لتفشيه.

والملاريا هو مرض فتّاك تسبّبه طفيليات تنتقل إلى البشر عبر لدغات بعوض الأنوفيلس الحاملة للعدوى، وهو يسبب وفيات ويمكن الوقاية والشفاء منه، وفق منظمة الصحة العالمية.

ولا توجد أرقام رسمية ولا حتى تقديرات بشأن عدد المصابين بالملاريا، بسبب الحرب وصعوبة الوصول إلى المصابين وضعف الإمكانات الحكومية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، عبر بيان في 10 أبريل/ نيسان الجاري، إن 20.4 مليون يمني (65٪ من السكان) يعيشون بمناطق معرضة لخطر انتقال الملاريا.

وأفادت بإنشاء سبعة مراكز لمعالجة الحميات بمحافظات عدن ولحج وتعز والحديدة وحجة وشبوة وحضرموت (من أصل 22 محافظة)، إضافة إلى تدريب ألف من العاملين بمجال الصحة على كيفية السيطرة على المرض وتثقيف الجمهور بشأنه، وفق البيان.

ومع نهاية مارس/ آذار الماضي، دشن وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح حملة لتوزيع نحو 60 ألف ناموسية لحماية 116 ألف شخص في 7 محافظات من نواقل الملاريا.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية لدى اليمن أدهم رشاد إن برنامج مكافحة الملاريا المنفذ خلال الستة الأسابيع الأخيرة أحدث انخفاضا في الإصابات بلغ 50 بالمئة.

لكن منتقدين يصفون الخطوات الراهنة لمكافحة الملاريا بالقاصرة، لأنها تتعاطى فقط مع النتائج دون المسببات.

ويطالب هؤلاء بردم المستنقعات وأماكن تجمع السيول وتوفير المحاليل والمستلزمات الطبية والعلاجات المطلوبة.

من جانبه قال عبد الودود البركاني وهو مواطن من محافظة تعز (غرب)، إن بين 15 و20 مليون يمني يفتقدون الرعاية الصحية، داعيا المنظمات الدولية إلى تزويد المستشفيات بالعلاجات والمستلزمات الطبية لمكافحة الملاريا.

فيما قال سالم الشميري، طبيب في تعز، إن اليمن عامة، وتعز بشكل خاص، يعاني من انتشار الأمراض المعدية ومنها الملاريا، بسبب تدهور الوضع الصحي.

وتمنى مكافحة الملاريا بصورة صحيحها، وعدم الاكتفاء بالمنشورات والبرامج التوعوية التلفزيونية.

ووفق مدير عام المستشفى الجمهوري التعليمي بتعز د. نشوان الحسامي فإن 60 المئة من سكان المحافظة مهددون بالملاريا في المدن والريف.

وقالت الحسامي إن المستشفى يستقبل يوميا إصابات عديدة، موضحة أن الخطر يتضاعف بين من يعاونون أمراض القلب والباطنية وفي مخيمات النازحين، والخطر الأكبر على الأطفال والنساء الحوامل.

وتابعت: مع اقتراب فصل الصيف وموسم الأمطار وتجمعات المياه، فإن الخطر سيكون كارثيا، مع عدم القدرة على ردم المستنقعات.

ولفتت إلى اقتصار مكافحة الملاريا على وسائل تقليدية مثل الناموسيات، وعجز أكثر المواطنين عن الانتقال إلى المستشفيات والمراكز الصحية للفحص وتلقي العلاج بمرحلة مبكرة.

وناشد السلطات والمنظمات الإنسانية وضع خطة لتزويد المستشفيات بالمحاليل المخبرية والعلاجات اللازمة.

فيما أفاد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية علي الوليدي بأن الملاريا مرض مستوطن بالمين، لكن الوضع بمعظم المحافظات بعد عام 2014 (بداية الحرب) بات أكثر مما كان عليه.

وأضاف أن الوزارة قامت بتدخلات في المحافظات لمكافحة الملاريا، ومنها مبادرة مجلس التعاون الخليجي.

واستدرك: لكن التحدي الكبير هو الافتقار إلى بيانات بشأن المرض في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، لاسيما إقليم تهامة والساحل الغربي.

وتابع الوليدي أن أحد أسباب زيادة انتشار الملاريا في محافظة عدن (جنوب) هو حركة النزوح القادمة من الساحل الغربي.

وأفاد بأن مركز الملك سلمان للإغاثة (سعودي) شرع مؤخرا في التدخل لمكافحة الملاريا في محافظات اليمن الـ22، عبر منظمة الصحة العالمية.

ودُمر القطاع الطبي الحيوي بسبب الحرب المستمرة منذ 7 سنوات.

ووفق الحكومة اليمنية، فإن العمل توقف بنصف المرافق الصحية والبقية تعمل جزئيا، مع شح الأدوية الأساسية والمعدات الطبية.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية

اراء وتحليلات

اخترنا لكم