ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

الصومال.. تصاعدت التحذيرات الأممية من أن خطر مجاعة يلوح في الأفق بسبب غياب الأمطار والمساعدات

تصاعدت تحذيرات الهيئات الأممية من أن خطر مجاعة يلوح في الأفق، أكثر من أي وقت مضى، نتيجة نقص التمويل الدولي، وفشل الإنتاج المحلي بسبب غياب الأمطار، وارتفاع الأسعار لمستويات قياسية.

بيان مشترك لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، قال مؤخرا، إن الدعم المطلوب لم يتحقق بالكامل بعد.

وأضاف البيان الأممي: "يتم حاليا تمويل 18 بالمئة فقط من خطة الاستجابة الإنسانية في الصومال لهذا العام، البالغة 1.5 مليار دولار لمساعدة 5.5 ملايين شخص من أكثر الصوماليين ضعفا".

من جهته، المبعوث الخاص للرئيس الصومالي للشؤون الجفاف عبدالرحمن عبدالشكور، قال في تصريح للأناضول إن 48 مدينة من أصل 72 مدينة تتكون منها الصومال، تأثرت بالجفاف والصدمات ذات الصلة.

ويعني ذلك، أن 6 ملايين فرد -أي ما يقرب من نصف السكان- يواجهون حالة مستويات شديدة من انعدام الامن الغذائي.

 

 كارثة محتملة لـ 6 مناطق

وحذر المبعوث الخاص للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، من أن استمرار أزمة الجفاف قد تدمر أرواح آلاف الصوماليين في ظل الاحتياجات المتزايدة، جراء الجفاف الذي ضرب معظم أقاليم البلاد.

وقال المبعوث عبدالرحمن عبد الشكور في زيارة لمدينة بيدوة التي تعتبر أكثر المناطق تضررا جراء الجفاف، إن 6 مدن من أصل 48 مدينة تأثرت بالجفاف، استكملت المعايير المعتمدة لإعلان المجاعة، حيث يواجه سكانها نقصا حادا في الغذاء وصعوبة بالتأقلم.

وأضاف أن المعطيات في الأزمة لا تبشر بالخير، وتتوقع بكارثة مجاعة محتملة لتلك المناطق وقد تتوسع الكارثة في ظل نقص الامتدادات.

وحددت وحدة تحليل التغذية للأمن الغذائي في (الفاو)، والشركاء، النقاط الساخنة المحتملة للمجاعة في 6 مناطق مختلفة، حيث يواجه 5 إلى 10 بالمئة أو حوالي 81 ألف شخص بالفعل ظروف مجاعة.

يأتي ذلك، في وقت أصدرت وحدة التحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بأن 6 ملايين صومالي أي ما يعادل 40 بالمئة من السكان يواجهون مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي.

آدم عبدالمولى، نائب الممثل الخاص للأمن العام والمنسق الشؤون الإنسانية في الصومال ، قال في بيان مشترك مع منظمات الأممية، إنهم يحدقون في كارثة محتملة، وأن توقع خطر المجاعة في 6 مناطق يدعو لقلق بالغ وقد تشكل بمثابة تحذير خطير في المرحلة المقبلة.

وأضاف عبدالمولى أن الفشل في التحرك الآن، "سيكون مأساويا لعشرات العائلات في الصومال.. الصومال معرض لخطر الدخول في موسم أمطار خامس فاشل على التوالي ما يعني أن الآلاف الصوماليين يواجهون خطر المجاعة".

 

موسم آخر بلا أمطار

ونتيجة تذبذب الأمطار في الموسم الحالي ما بين أبريل/نيسان ومايو/ أيار الماضي، تدخل الصومال رابع موسم جاف على التوالي، وهو ما أثر سلبا على حياة ملايين الصوماليين الذين يعتمدون على الرعي والزراعة.

ويقول المبعوث الخاص للرئيس الصومالي للشؤون الجفاف عبدالرحمن عبدي الشكور للأناضول، إن التقارير الأولية لمنظمات الأرصاد الجوية، تتوقع بأن يكون موسم الأمطار القادم أقل من المتوسط.. "ما يعني أن خامس موسم جفاف ينتظر الصوماليين وهو ما يعزز خطر حدوث مجاعة في البلاد".

وبحسب تقديرات أممية فإن حوالي 3 ملايين رأس من الماشية نفقت بسبب الجفاف منذ منتصف عام 2021، بسبب النقص الحاد في المياه ولمراعي.

وحسب تحليل أجرته وحدة تحليل التغذية للأمن الغذائي التابعة للفاو، فإن ثلاثة عوامل ستساهم في تفشي المجاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

والعوامل الثلاثة هي: احتجاب الأمطار خلال الموسم الحالي، وغياب المساعدات الإنسانية الكافية، إلى جانب استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

الأطفال وسوء التغذية

وتعتبر ولاية جنوب غرب الصومال من أكثر المناطق تضررا بالجفاف، حيث نزح نحو 230 ألف شخص من مناطقهم ولجأووا إلى المدن الكبرى في الولاية بحسب المبعوث الخاص للرئيس الصومالي للشؤون الجفاف.

وبحسب الهيئات الأممية فإن الأطفال دون الخامسة، يعتبرون الفئة الأكثر ضعفا جراء أزمة الجفاف، كما أدى انخفاض إنتاج اللحوم والألبان إلى تفاقم سوء التغذية.

ويواجه حولي 1.4 مليون طفل سوء التغذية الحادة حتى نهاية العام الجاري، ويعاني ربعهم أي 330 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وتقول شمسة علي، وهي أم لأربعة أطفال، للأناضول، إنها فقدت طفلها نتيجة إسهال حاد ناجم عن سوء التغذية، مشيرة إلى أنها غير قادة على توفير وجبة يومية لأطفالها.

وكانت آخر أزمة مجاعة شهدتها الصومال عام 2011 حيث تسببت في وفاة 260 ألف صومالي، وهو ما تحذر الهيئات من تكراره نتيجة نقص التمويل.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.