السخط الشعبي يتصاعد ضد مليشيا الحوثي رغم القمع

خلال الأيام الأخيرة، تصاعدت حِدة قمع مليشيا الحوثي ضد الأصوات المعارضة لبعض ممارساتها في مناطق سيطرتها، حيث قامت باعتقال بعض الناشطين الذين كانوا قد قاموا بنشر مواد للتنديد بتدهور الأوضاع في هذه المناطق.

تقول الجماعة إنّها في حالة حرب، وإنّ هذه الأصوات مدفوعة من الخارج، أو على الأقل تسعى لإثارة الفوضى، إلا أن خصومها يرون أن ما يحدث مقدِّمة لثورة شعبية وشيكة.

 

- دقة كبيرة

يتساءل الصحفي طالب الحسني "ما المعيار الذي يمكن الاحتكام إليه فيما يتعلق بتصاعد حالة السخط الشعبي ضد حكومة الإنقاذ الوطني (التابعة لمليشيا الحوثي) في صنعاء؟".

ويضيف: "أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى دقة كبيرة ومعيار واضح يعطي مؤشرات حقيقية وليس وهماً".

وتابع "أيضا، الاحتكام إلى قاعدة مختلفة أخرى هي الاستجابة للدعوات التي يطلقها البعض، أو التي يطلقها التحالف، فيما يتعلق بالخروج الشعبي، أو التململ الشعبي وتغيير الولاء للمجلس السياسي (التابع للمليشيا) إلى الضد".

 

- تأجيج السخط الشعبي

وأشار إلى أن "الحصار - بحسب رأيه- الذي تقوم به السعودية والتحالف -سواء قبل الهدنة أو بعدها- ليس المطلوب منه المعاناة الاقتصادية الصعبة بل الهدف منه هو تأجيج السخط الشعبي وإخراج الشارع ضد أي سلطة".

وأوضح أن "اليمن يعيش حالة حرب مع أطراف داخلية ومع أطراف خارجية، ومن الطبيعي أن يكون هناك عملية تشويه، عملية تحريض، عملية إرجاف، وتدخل في ذلك المخابرات والإستخبارات، جيوش إلكترونية، والإعلام، والجميع"، ملفتا إلى أنه "ليس هناك معيار دقيق ممكن أن نستند إليه".

ورغم اعترافه بأن هناك حالة سخط تشهدها العاصمة صنعاء، أشار إلى أن "هناك صمودا شعبيا خارقا، وهناك توجّه لإحياء الجبهات، وهناك من يحمل السلاح، وهناك من يصمد"، حسب وصفه.

وبيّن أن "الوعي الشعبي متزايد، وأن السخط الشعبي يتجه إلى أن تفجّر الهدنة واستهداف السعودية، وأن نخرج من حالة اللا سلم واللا حرب".

 

- لا تستحق النقاش

وأشار الحسني إلى أن اعتقال الناشط أحمد حجر من قبل مليشيا الحوثي وغيره من الناشطين قضية لا تستحق النقاش.

واستطرد: "في حالة الحرب، كان من المفترض أن تعلن حالة الطوارئ، هذه هي الحالة الطبيعية، لكن لم تعلن حالة الطوارئ لأن القوى الوطنية في صنعاء على اقتدار كبير جدا أن تتعامل مع هذه الحرب دون حتى أن تعلن حالة الطوارئ".

وتساءل: "هل يمكن لأحد أن يرفع صوته في مأرب أو في عدن أو في حضرموت ضد التحالف؟".

وبخصوص المعارضة وحرية الرأي في صنعاء، يقول الحسني: "هناك الكثير من المعارضين، والكثير من الذين يكتبون ضد، والكثير ممن يكتبون عن الفساد ولا يتعرّضون للاعتقال".

وأضاف: "أحمد حجر، لم يكن محتواه اتهاما فقط، هو كان عبارة عن شتم وكيل اتهامات بالجملة بصفة عمومية، إذا نوقش من الناحية القضائية هل لديه أدلة عندما يتهم جهة معيّنة بالفساد والسرقة والقتل؟".

وتابع: "أي أطراف أو مجموعة أطراف أو أشخاص يهددون الأمن القومي الوطني للدولة يمكن اعتقالهم وإجراء محاكمتهم"، معتبرا "هذا أمر طبيعي يحصل في كل دولة، وفي أي مكان".

وعند سؤاله أين ذهبت الشعارات، التي كانت ترفعها مليشيا الحوثي، مثل "عجبت لمن بات جائعا كيف لا يخرج شاهرا سيفه"، أجاب الحسني: "هل تريد أن تلغي بأن هناك عدوانا وأن هناك حصارا، وأن هناك اعتداء على الشعب اليمني، وأن هناك مصادرة للنفط والغاز واحتلالا للموانئ والمطارات في جنوب البلاد؟"، مشيرا إلى أن "هذه حالة يجب أن تستحضر، لأن الشعب اليمني يستحضرها".

وأوضح أن "حكومة الإنقاذ الوطني (التابعة لمليشيا الحوثي) تحاول أن توفّر بقدر الإمكان"، مضيفا "نحن لا نقول إن على الناس ألا يطالبوا بمرتباتهم، بل يجب أن يقاتلوا على مرتباتهم، لكن يجب أن يعرفوا من الطرف الذي صادر هذه الممتلكات وهذه الحقوق".

واعتبر الحسني استهداف مليشيا الحوثي المنشآت النفطية في حضرموت وشبوة معادلة للضغط على دول أخرى - السعودية - من أجل أن تدفع  مستحقات اليمن من النفط والغاز لدفع رواتب الموظفين.

وأردف: "الشعب اليمني نعم يطالب بدفع المرتبات، ويطالب ويقاتل، وهو في كل الجبهات، ليس فقط من أجل المرتبات وإنما من أجل السيادة والكرامة، ومن أجل الاستقلال الحقيقي للوصول إلى دولة مقتدرة وقادرة ودولة قوية".

 

- رفض شعبي

من جهته، يقول الصحفي حسين الصوفي: "ما يحدث ليس تصاعدا، بل حالة الرفض الشعبي موجودة من أول يوم،

واليمنيون يتعاملون مع الحوثيين على أنهم جسم غريب، وأنهم كائن دخيل على المجتمع اليمني، ويتعاملون أيضا بنفسية المحتل والغازي".

وأضاف: "أيضا الحوثيون تعاملوا مع اليمنيين على أنهم غزاة، وأنهم ليسوا جسما صحيحا من الجسم اليمني"، معتبرا ذلك "علاقة متبادلة.. نظرة اليمنيين للحوثيين وتعامل الحوثيين مع اليمنيين".

 

- ذهنية المحتل

وتابع: "منذ أول لحظة لم يستطع الحوثيون أن يقدِّموا أنفسهم على أنهم جزء من الشعب اليمني، وفي السنوات التي سطوا على السلطة وسرقوا فيها الدولة يتعاملون بذهنية المحتل".

وأردف: "نتذكر القرارات وما يتخذونه، سواء قرارات تعيين أو إقصاء للموظفين وتهميشهم ومنع الرواتب وقطعها ثم فرض الإتاوات على اليمنيين"، مشيرا إلى أن الحوثيين "فتحوا في كل محافظة جمارك، في مشهد لا يمكن أن يتخيله عاقل، وفي كل قرية جمارك".

وزاد: "هناك حالة ابتزاز واسعة، هناك ملاحقة، هناك محاولة تنميط لليمنيين، وهناك سرقة للأموال، وهناك أيضا افتعال للأزمات بين الحين والآخر"، مؤكدا أن "الحوثيين يتعاملون على أنهم غزاة وحالة طارئة، وأكبر دليل على ذلك التعذيب والقتل تحت التعذيب والسجون وملاحقة كل أبناء القبائل".

وأوضح أن "ذهنية جماعة الحوثي تقوم بدور وظيفي، مكلفة به من قِبل إيران، وإيران هي التي تأمرها وتنهاها، وهي التي توجهها"، مشيرا إلى أن "دور الحوثيين هو قفاز لدور محتل خارجي أجنبي لا علاقة لهم لا باليمنيين ولا بالدولة اليمنية ولا بالقضاء ولا بالقانون اليمني".

وتساءل الصوفي: من هي مليشيا الحوثي حتى تتحدث عن قانون؟ بأي قانون جاءت؟ مؤكدا أنها مجموعة من العصابة، تعمل لصالح الاستعمار والاحتلال.

وحول الحديث عن الإجراءات والوضع في مناطق الشرعية، يقول الصوفي: "الحالة ليست مثالية، وليست على ما يرام، لكن حينما نتحدث في مناطق سيطرة الشرعية مع الضعف والقصور والمآخذ وأيضا التقصير والخطايا، التي تُرتكب، فإنها لا يمكن إطلاقا مقارنتها بمجموعة من العصابات التي قتلت قبل يومين مواطنا من أبناء صعدة في سجن الطلح وسلخت جلده".

 

- تصفية خلافات وصراعات

وأشار الصوفي إلى أن الحوثيين يحاولون تصفية خلافاتهم وصراعاتهم من الخزينة العامة للدولة، موضحا أن "ميناء الحديدة كان يمثل ربع ميزانية الدولة".

وتابع "والتقرير، الذي أصدرته يمن موبايل، قال إن عدد المشتركين بلغ عشرة ملايين مشترك، والإيرادات المفترضة للدولة 52 في المائة كانت ربما تسد رواتب الموظفين في شهر واحد، بالإضافة إلى هيئة الزكاة والجبايات التي ينهبونها، هذا الحديث ووصفهم باللصوصية و"السرق" لم يعد خطاب الشارع فقط، بل خطاب عبدالملك الحوثي الذي قال فيه إن الوضع لم يعد يحتمل وإن اللصوص قد زادوا".

وخلص إلى القول إن مليشيا الحوثي هي "مجموعة من العصابات ومجموعة من اللصوص لا يعترفون لا بدولة، ولا بمنهجية دولة، ولا لديهم نظام ولا قانون"، مشيرا إلى "قانونهم ومنهجهم عنصري بحت، وربّما عفى عليه الزمن، وتعاملهم تعامل عنصري".

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية