صناعة الأواني الحجرية في صعدة اليمنية .. كفاح لأجل البقاء!
لطالما عُرف اليمنيون تاريخياً بقوتهم وبأسهم الشديد، لقدرتهم العالية على التكيف مع كل الظروف واستغلال الإمكانات المتاحة. فقد عُرفت حضارات يمنية عريقة كمدينة إرم التاريخية بنحت الجبال والصخور على هيئة بيوت وقصور غاية في الدقة والإعجاز البشري.
ويشتهر القاطنون في جبال رازح بمدينة صعدة شمال اليمن، بالعمل في حرفة نحت الأواني الحجرية، أو ما تسمى في صعدة بـ "المقالي الصعدية"، وهي عبارة عن أواني طبخ تُنحت من الأحجار وتستخدم في طباخة الأكلات الساخنة جداً كالسلتة والفحسة.
ويفضل أغلب المواطنين في مختلف مناطق اليمن اقتناء هذه الأواني الحجرية وذلك لقدرتها على حفظ حرارة الأكلات لمدة أطول، وإعطائها مذاقاً أطيب وألذ.
ويزاول الأطفال والشباب حرفة نحت الأواني الحجرية، على قمم الجبال الوعرة، حيث يقومون أولاً بتكسير الأحجار إلى قطع مناسبة لأحجام الأواني التي يريدون صناعتها، ومن ثم يواصلون العمل عليها لساعات طويلة في معاملهم الخاصة.
ومقارنة بالجهد المضني الذي يبذله العاملون الشباب، والساعات الطويلة التي يقضونها في نحت الأواني الحجرية، تباع الأخيرة بأسعار رخيصة لا تزيد عن 7 ألف ريال يمني للقطعة الواحدة كبيرة الحجم.
ويواجه اليمنيون شبح البطالة وشحة فرص العمل بمزاولة مثل هذه المهن الشاقة لتوفير القوت اليومي، وفي ذات الوقت يهربون من الموت المحقق الذي تقتادهم إليه ميليشيات الحوثي من خلال الزج بالأطفال والشباب في حروبها العبثية.
ومنذ بداية الحرب في اليمن قبل نحو 4 سنوات، تراجعت فرص العمل وازدادت معدلات البطالة في أوساط العاملين في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، حتى وصل الأمر إلى انقطاع الرواتب عن موظفي الدولة منذ أكثر من عامين.
التعليقات