غزة وإدلب وتعز..!

قال الكاتب التركي إسماعيل ياشا في مقالا نشرته "صحيفة ديريليش بوستاسي التركية" أن مدينتي "إدلب وتعز" هما مثل مدينة غزة في إشارة الى الدمار الذي حل بالمدينتين العربيتين على يد المجاميع المسلحة في اليمن والنظام في سوريا المدعومان من ايران.

نص المقالة كما ترجمه "يني يمن":

إن المجازر الرهيبة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ ما يقرب من أربعة أشهر لم تؤد فقط إلى استشهاد آلاف الأشخاص وجرح عدد أكبر، بل أحدثت أيضا جروحا في القلوب لا تندمل.

 إن الأشخاص الذين يعانون من الجوع ويضطرون إلى طحن وأكل الذرة المستخدمة كعلف للحيوانات، لأن العالم الإسلامي برمته لا يستطيع إيقاف إسرائيل ولا يستطيع حتى تقديم المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة، يعتقدون أن المسلمين قد تخلىوا عنهم.

إن حجم المعاناة وصدمتها أحياناً يجعل حتى الملتزمين بالقضية الفلسطينية يتساءلون: لماذا لا تفعلون المزيد؟  يسبب انتقادات على النحو التالي.

 على سبيل المثال، من المتوقع أن يتدفق الأردنيون على الحدود ويجبرون إسرائيل على وقف هجماتها على قطاع غزة، بينما من المتوقع أن يضمن المصريون فتح بوابة رفح بأي ثمن.

 وغني عن القول أن ردود الفعل التي يمكن تلخيصها بـ "نحن نموت هنا، قاتلوا مع جنودكم إذا لزم الأمر" تؤذي الناس الذين كانوا مستائين حقاً من المجازر في قطاع غزة، ولكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء سوى المشاركة في الاحتجاجات.

 رد الفعل الآخر الناتج عن الشعور بالوحدة هو الثناء على كل عمل يُدعى أنه يدعم غزة ومن قام به.

 الإشادة بالحوثيين المدعومين من إيران الذين احتلوا العاصمة اليمنية صنعاء والميليشيات الشيعية في العراق، ووصف قادة الحرس الثوري الذين لقوا حتفهم في الهجمات الإسرائيلية على دمشق بـ "الشهداء"؛  إنها مسألة نقاش بين الفلسطينيين والسوريين، والعراقيين واليمنيين.

ومن المعروف أن الجماعات التي تطلق على نفسها اسم "المقاومة العراقية" اليوم هي ميليشيات شيعية وصلت إلى السلطة في البلاد مع الاحتلال الأمريكي ولم تقاتل الاحتلال قط.

كما يتجلى التعذيب والمجازر التي يمارسها النظام السوري المدعوم من إيران، والتي من شأنها أن تجعل إسرائيل ترحمهم

 وبينما تقصف إسرائيل غزة، يواصل النظام السوري والميليشيات الشيعية مهاجمة إدلب.

 ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر لدعم قطاع غزة المحاصر، لكنهم من ناحية أخرى يحاصرون مدينة تعز، حيث يعيش 4 ملايين شخص، لفترة طويلة.

 ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم نتيجة انقلاب شاحنات كانت تحاول الوصول إلى المدينة عبر طرق جبلية شديدة الانحدار.

 كما أن هناك أطفالاً ماتوا في الهجمات التي نفذها الحوثيون بالصواريخ الباليستية، لكن لا أحد يراهم.

 ومن الطبيعي أن يتساءل السوريون والعراقيون واليمنيون:

 هل ينبغي لنا أن نرحب بالثناء على قتلتنا الذين ادعوا دعم غزة؟

هل الدم الفلسطيني ثمين ودمائنا رخيصة؟

وفي مرحلة ما، تمت الإشادة بالمنظمة اليمنية بالقول: "إن الحوثيين ليسوا إحدى المنظمات الوكيلة لإيران"، وما إلى ذلك.

وتم إسكات معظم تلك الأصوات بعد أن فتح الحوثيون صور قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس على السفينة التي استولوا عليها.

فالقدس والمسجد الأقصى قضية المسلمين، وأغلبيتهم الساحقة من السنة.

السوريون والعراقيون واليمنيون هم العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية.

 وقضايا المسلمين ودماءهم متساوية.

ادلب وتعز هما مثل غزة.

 تبني خطاب يسيء للمسلمين السنة لصالح إيران وتنظيماتها العميلة هو خيانة للقضية الفلسطينية

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية