بعد 5 سنوات من الهدوء.. ما الذي نعرفه عن التقدم السريع للمعارضة المسلحة شمال سوريا؟
تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من تحقيق تقدم ملحوظ خلال 48 ساعة، حيث استعادت السيطرة على مناطق استراتيجية في وسط مدينة حلب وأجزاء من ريف إدلب. يُعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ خمس سنوات، مما يثير تساؤلات حول الأسباب التي دفعت الفصائل للقيام بهذه العملية في الوقت الحالي.
أشارت تقارير إلى أن الفصائل المنضوية تحت إدارة العمليات العسكرية كانت تُعد للهجوم منذ عدة أشهر، وقد أطلقوا عليه اسم "ردع العدوان". يأتي هذا الهجوم في وقت تصاعدت فيه وتيرة القصف من قبل الجيش السوري على مناطق المعارضة، مما دفعهم للتحرك في محاولة لاستعادة السيطرة على الأوضاع.
اعترف الجيش السوري باقتحام الفصائل المسلحة لجزء كبير من مدينة حلب، حيث أسفرت الاشتباكات عن سقوط العشرات من القتلى من الطرفين، ويُقدر عدد القتلى بنحو 311 شخصًا، معظمهم من المقاتلين، بالإضافة إلى عدد من المدنيين الذين قُتلوا نتيجة القصف الجوي من الطائرات الروسية.
وفي السياق، يُعتقد أن الهجوم جاء في وقت تشهد فيه القوى الداعمة لنظام الأسد، مثل روسيا وإيران، انشغالًا في قضايا أخرى. حيث تشير المحللة دارين خليفة إلى أن هذا الوقت قد يكون مُناسبًا للفصائل بعكس ما كان عليه الوضع في السابق.
من جهتها، دعت تركيا إلى وقف الهجمات في إدلب، مشيرةً إلى تصاعد التوترات في المنطقة. كما أعربت روسيا عن دعمها للحكومة السورية في استعادة سيطرتها على المناطق التي فقدتها.
تعتبر هذه التطورات بمثابة اختبار لقدرة الفصائل على الحفاظ على مكاسبها، وما إذا كانت تركيا ستتدخل في حال استمرت التصعيدات. وتشير التوقعات إلى أن قدرة النظام السوري على استعادة السيطرة أصبحت موضع شك، في ظل تراجع الدعم العسكري الروسي وانشغال حزب الله في معاركه مع إسرائيل.
التعليقات