وسيبقى نبض قلبي يمنيا
تصعيد ميداني ورسائل سياسية.. تحركات عسكرية يمنية تفتح باب التكهنات حول عملية واسعة ضد الحوثيين


في مشهد لافت يعكس تناغماً بين التحركات العسكرية اليمنية الرفيعة والمناخ الإقليمي، كثفت قيادات الجيش اليمني زياراتها الميدانية إلى جبهات القتال في محافظات صعدة وحجة ومحيط صنعاء، وسط حديث متزايد عن احتمال انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وشهد الأسبوع الجاري ثلاث زيارات ميدانية متزامنة لقيادات الصف الأول في الجيش اليمني إلى محاور القتال المتقدمة: فقد تفقد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز محور مران بمحافظة صعدة، والقطاع الغربي في المنطقة العسكرية الخامسة بمحافظة حجة، حيث ترأس اجتماعات موسعة واطّلع على خطط العمليات والتدريب، مؤكداً أن "المعركة مستمرة حتى القضاء على تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران."

وفي خطوة موازية، زار رئيسا هيئتي العمليات والاستخبارات، اللواء الركن خالد الأشول واللواء الركن أحمد اليافعي، المنطقة العسكرية السابعة، حيث تم استعراض مستوى الجاهزية القتالية والاستخباراتية ومتابعة تقارير الخروقات الحوثية.

وتُقرأ هذه التحركات في بعض الأوساط كـ«ضوء أخضر» محتمل لإعادة ضبط قواعد الاشتباك، خصوصاً في ظل استمرار استهداف الحوثيين للملاحة الدولية وخطوط الإمداد الاستراتيجية في المنطقة.

الزيارات العسكرية اليمنية، وإن كانت معتادة في سياقات رفع الجاهزية وتفقد الجبهات، إلا أن توقيتها وتزامنها مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، تحمل بعداً رمزياً وسياسياً.. فهي رسالة تأكيد على وحدة الصف العسكري والسياسي في مواجهة المشروع الحوثي، وتجديدٌ للعهد بتحرير العاصمة صنعاء، في ظل ما وصفه بن عزيز بـ"معركة التحرير الكبرى".

من زاوية أخرى، تعكس هذه التحركات أيضاً محاولات لترميم الثقة بين القيادة العسكرية والمقاتلين في الجبهات، وتعزيز الجبهة الداخلية في ظل استحقاقات إقليمية مرتقبة، خاصة مع احتمالية دخول التحالف العربي بقيادة السعودية على خط دعم عسكري جديد، بغطاء دولي قد تكون زيارة ترامب إحدى مؤشراته.

وبينما تواصل القيادة العسكرية رفع منسوب الجاهزية الميدانية على طول خطوط التماس، تبقى أعين المراقبين معلقة على تطورات الأيام المقبلة، في ظل احتمالات متزايدة لإطلاق عملية عسكرية واسعة قد تغيّر قواعد اللعبة في اليمن، وتعيد ترتيب أولويات الملف اليمني على الطاولة الدولية.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.