فيديو.. غضب قبلي يتصاعد ضد الحوثيين في ذمار والجماعة تتخوف من شرارة انتفاضة شعبية
تصاعدت موجة غضب شعبي وقبلي في محافظة ذمار ضد ميليشيا الحوثي، بعد قيام عشرات المسلحين من أبناء قبيلة عنس بشن هجوم مسلح، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، استهدف مواقع جباية استحدثتها الجماعة لفرض إتاوات جديدة على سائقي شاحنات نقل "النيس"، في تطور يُنذر بتحول الاحتجاجات إلى انتفاضة واسعة ضد الميليشيا.
وأظهرت مقاطع مرئية متداولة قيام المسلحين بتدمير وإحراق غرف التحصيل الحوثية، وسط عجز كامل من أطقم الميليشيا التي اكتفت بالمشاهدة دون تدخل، ما يعكس حجم التذمر الشعبي وفقدان الجماعة لهيبتها في بعض المناطق.
وقاد التحرك الغاضب الشيخ محمد حسين المقدشي، أحد أبرز وجهاء قبيلة عنس، الذي ظهر في فيديو مخاطبًا الحشود قائلاً: "احنا مش قاعدة ولا داعش، احنا نطالب بحقنا الخاص، والاتفاق اللي تم نقضه من قبل نافذين حوثيين لن نقبل به، هذه الجبايات تسرق قوت أبنائنا". وقد حمّل المقدشي قيادات حوثية، بينهم محافظ ذمار ومدير الأمن، مسؤولية التوتر، متهمًا إياهم بـ"ابتكار أزمات وهمية لفرض جبايات غير قانونية".
ويأتي هذا التصعيد بعد شهور من الاحتقان، إذ نفّذ سائقو شاحنات النيس في أبريل الماضي إضرابًا شاملاً احتجاجًا على مضاعفة الرسوم والضرائب المفروضة عليهم، والتي رفعتها الميليشيا من 15 ألفًا إلى 30 ألف ريال (بالعملة القديمة) لكل متر مكعب، بالإضافة إلى فرض ما يسمى "زكاة الركاز" دون مسوغ قانوني.
وتؤكد مصادر محلية أن الحوثيين، بعد إحكام قبضتهم على قطاع الكسارات في ذمار، فرضوا مكاتب وسيطة تُدار بالقوة من قبل نافذ حوثي يُدعى أبو صلاح الجمل، وهو من يتولى عمليات الجباية القسرية بالتنسيق مع قيادات حوثية، حيث يستحوذ هذا المكتب على أكثر من 15 ألف ريال عن كل حمولة.
ويرى مراقبون أن الأحداث الأخيرة قد تشكّل مقدمة لثورة اجتماعية صامتة ضد ممارسات الحوثيين، خاصة في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، والتي تشهد استنزافًا اقتصاديًا ممنهجًا للمواطنين تحت غطاء الجبايات، وسط غياب الخدمات وانهيار المؤسسات.
ويتخوف كثيرون من أن استمرار الضغوط المعيشية والابتزاز المالي قد يدفع المزيد من القبائل والمجتمعات المحلية إلى الخروج عن صمتها، ما يُمهّد لانفجار شعبي واسع ضد سلطة الجماعة، التي تواجه تصدعات داخلية ورفضاً متنامياً من قاعدتها الاجتماعية.
شاهد :الطيران الإسرائيلي يقصف مقر الإذاعة والتلفزيون
في طهران على الهواء مباشرة
في طهران على الهواء مباشرة
التعليقات