الحديدة: ضحايا مدنيين وتحضيرات عسكرية تؤكد فشل الجهود السياسية (تقرير خاص)

تتزايد وتيرة التحركات العسكرية وتصاعد القتال والخروقات العسكرية، في ظل تعثر الجهود السياسية الخاصة بتنفيذ اتفاق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة غربي اليمن، ومعها ترتفع تكلفة الصراع على المدنيين من سكان مركز المحافظة ومديرياتها الجنوبية، الذين إن لم يقتلوا بغارات جوية أو قصف صاروخي تتلقفهم الألغام التي تزرعها جماعة الحوثي على نطاق واسع ومهول.

وعلى الرغم من تجديد المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث" لوكالة رويترز، التأكيد على موافقة الطرفين على إعادة الانتشار في الحديدة دون موعد محدد، وأمله في تنفيذ الاتفاق خلال أسابيع قليلة، إلا أن استمرار الهجمات العسكرية والدفع بتعزيزات في بلدات الدريهمي والتحيتا وحيس، ينفي بما لا يدع مجالا للشك أن الحوثيين ينوون تنفيذ اتفاق ستوكهولم وإعادة الانتشار من المدينة والموانئ.

تحضيرات عسكرية ووعيد

وبعد توقف اجتماعات لجنة إعادة الانتشار بقيادة "مايكل لوليسغارد" منذ شهرين، كشف ناطق عمليات تحرير الساحل الغربي "وضاح الدبيش" عن مهلة أعطيت للأمم المتحدة لمدة أسبوعين، مقابل الضغط على الحوثيين لتنفيذ اتفاق ستوكهولم سلماً، أو أن القوات الحكومية ستعمل على التنفيذ بالقوة وبالعمل العسكري بناء على القرارات الدولية، وعزز العميد صادق دويد عضو الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار هذا الموقف، وقال إن اتفاق ستوكهولم أوقف الضغط العسكري على الحوثيين، وفي حال رفض الحوثيين تنفيذ الاتفاق فإن القوات الحكومية مستعدة لاستكمال تحرير الحديدة.

على الصعيد الميداني واصلت جماعة الحوثي هجماتها العسكرية في حيس والتحيتا والدريهمي، وأدى القصف الصاروخي ورصاصات القناصة لمقتل وإصابة العشرات معظمهم مدنيون وأطفال، ودفعت تلك الهجمات العشرات من سكان بلدة الجبلية للنزوح مجددا، فيما منع الحوثيون أكثر من 50 عائلة في الدريهمي من النزوح، من أجل الاحتماء بهم ومنع القوات الحكومية من اقتحام عسكري للمدينة المحاصرة منذ خمسة أشهر.

وأكد سكان محليون لـ "يني يمن" استحداث جماعة الحوثي لعدد من الخنادق والسواتر الترابية والحديدية، في أحياء الربصة جنوب مدينة الحديدة، وأحياء سبعة يوليو شرقا، ونشر الحوثيون كمية كبيرة من إطارات السيارات استعدادا لإحراقها من أجل حجب الرؤية عن طيران التحالف العربي، عند استئناف الهجوم لاستكمال تحرير الحديدة من الحوثيين، وأضاف السكان أن مسلحي الحوثي يواصلون حصر منازل النازحين في القرى الشرقية للحديدة تمهيدا لتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

نزيف مستمر

الطفلان ضيف الله نجيب محمد دليلي (12 عاماً)، وعبده الياس فقيهي (11 عاماً)، كانا آخر ضحايا الهجمات العسكرية في الحديدة وسقطوا يوم الأحد، حيث أصيب الأول برصاصة قناصة بمديرية التحيتا، فيما بترت ساق الطفل الثاني جراء قذيفة هاون أطلقها الحوثيون على بلدة المدمن غرب التحيتا.

وكان مصدر طبي أكد لـ "يني يمن" مقتل 4 مدنيين وإصابة اثنين آخرين نصفهم أطفال بانفجار ألغام، خلال يوم الجمعة فقط، وأوضح المصدر أن رجلين من سكان قرية المسنة شرق الحديدة، قتلا صباح الجمعة، نتيجة انفجار لغم زرعه الحوثيون في طريق دراجتهما النارية التي كانا يستقلانها، فيما انفجر لغم بحري بقارب للصيادين قبالة ساحل قرية الطور التابعة لمديرية الدريهمي، ما أدى لمقتل صياد ونجله، وأصيب طفلان آخران إصابات بالغة في ذات المديرية بانفجار لغم أرضي.

وحصل "يني يمن" على أسماء أربعة من الضحايا، وهم: إبراهيم عبد الله دوش وعبيد ابراهيم خبش (قتلى)، والطفلين بسام علي درويش وخالد حسن محمد (مصابين)، فيما لم يعرف أسماء الضحايا الآخرين.

وكان تقرير صادر عن مركز بيانات النزاع المسلح (ACLED)، يوم الخميس، أكد قُتل أكثر من 70 ألف شخص في حرب اليمن، منذ يناير/كانون الثاني 2016، وحتى منتصف أبريل الجاري 2019م، بينهم أكثر من 10 ألف شخص قتلوا خلال الأشهر الخمسة الماضية، بينهم نحو 450 قتلوا في الحديدة فقط خلال الربع الأول من 2019م، رغم اتفاق ستوكهولم المتعثر.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية