كشفت مصادر إعلامية مقربة من المجلس الانتقالي الجنوبي أن رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، يدرس إمكانية إعلان حالة الطوارئ في محافظات الجنوب، في حال تم عرقلة أو تعطيل تنفيذ القرارات التي أصدرها الأربعاء الماضي، والتي شملت تعيينات واسعة على مستوى نواب وزراء ووكلاء محافظات ومديري مؤسسات وهيئات، متجاوزةً بذلك ما تعتبره صلاحيات رئيس الجمهورية.

وهاجمت المصادر حكومة رئيس الوزراء سالم بن بريك والبنك المركزي برئاسة أحمد غالب المعبقي، ووصفت أداءهما بـ"الفاشل"، على الرغم من الإجراءات الاقتصادية النوعية التي اتخذتها الحكومة والبنك ضمن خطة الإصلاح، والتي أدت إلى تحسين سعر صرف الريال اليمني ومكافحة المضاربة بالعملة، إلى جانب خفض أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.

ونقلت صحيفة الأمناء، المقربة من المجلس الانتقالي، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الزبيدي لن يتراجع عن قراراته، معتبرًا أن هذه التعيينات "جزء من ممارسة الحق السيادي الجنوبي"، وأضافت أن "استمرار العرقلة سيؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ وتجميد الحكومة الحالية، وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال جنوبية برئاسة فريق تكنوقراطي موثوق وذو كفاءة وطنية". وأشارت الصحيفة إلى أنه "سيتم إخراج كافة القيادات الشمالية من الجنوب".

قرارات غير دستورية؟
وفي تجاوز واضح لصلاحيات رئيس الجمهورية، أصدر الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، 11 قرارًا مفاجئًا شملت تعيين نواب وزراء ووكلاء محافظات ومديري مؤسسات وهيئات، وهي الأولى من نوعها منذ تشكيل المجلس، وجاءت على النحو التالي:

1. المهندس محمد ناصر عبادي عبدالقوي رئيسًا للهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني.

2. صلاح عبد الله أحمد العاقل نائبًا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة.

3. خالد بن خالد سالم صالح وكيلًا لقطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة.

4. علي أحمد ناصر الحجري الحارثي وكيلًا لمحافظة شبوة.

5. علي سالم علي قراهاف وكيلًا لمحافظة المهرة لشؤون التربية والتعليم.

6. عواد أحمد محسن عبدالله وكيلًا لمحافظة لحج لشؤون الأمن والدفاع.

7. سمير محمد سعيد الحيد وكيلًا لمحافظة أبين لشؤون الأمن والدفاع.

8. جمال ناصر محمد مانع وكيلًا لمحافظة الضالع لشؤون المديريات.

9. يحيى صالح عيسى بن عفرار وكيلًا لمحافظة أرخبيل سقطرى لشؤون الثقافة والسياحة.

10. عيدروس عوض حسين باعوضة وكيلًا مساعدًا لمحافظة شبوة.

11. علي محسن رويس السليماني وكيلًا مساعدًا لمحافظة شبوة.

وتأتي هذه التعيينات بالتزامن مع بيان أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي، عبّر فيه عن استيائه من "التجاهل المستمر لحقوق شعب الجنوب"، محذرًا من أن الممارسات التي تستهدف الشراكة السياسية المتفق عليها تمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار والعدالة.

وأوضح البيان أن المجلس يرفض محاولات الانتقاص من الحقوق المترتبة على الشراكة السياسية، بما في ذلك عرقلة صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين، وتعطيل قرارات تمكين الكوادر الجنوبية، وعدم تنفيذ اتفاق الرياض 2019، والالتزامات الواردة في مشاورات الرياض 2022.

وأكد المجلس أن الشراكة الحقيقية لا يمكن أن تقوم على التجاهل أو الإقصاء، بل يجب أن تُبنى على العدالة والالتزام الكامل بالحقوق، مشددًا على أن شعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة دفاعًا عن أرضه وهويته، ولن يقبل أن تتحول الشراكة إلى وسيلة لحرمانه من حقوقه الأساسية.

ويرأس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس اللجنة العليا للموارد السيادية.

وفي ختام البيان، أكد المجلس عزمه على مواصلة حماية حقوق شعب الجنوب وصيانة منجزاته وتحقيق أهدافه المشروعة، مشيدًا بالدور الأخوي للتحالف العربي وجهود الدول الراعية لعملية السلام، وحرصها على الاستماع لـ "الصوت الجنوبي" والتعامل الجاد مع قضيته باعتبارها عنصرًا أساسيًا في الأمن والاستقرار الإقليمي.


المصدر : المشهد اليمني