دعا الأمين العام المساعد لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم الجمعة، السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع الحزب، مبنية على الحوار لمعالجة إشكاليات الماضي وتجاوز الخلافات، بما يؤمن المصالح المستقبلية للطرفين.

وجاءت الدعوة في كلمة متلفزة ألقاها قاسم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال إسرائيل لقائد المجلس العسكري في الحزب، إبراهيم عقيل، حيث شدد على أن أي حوار مع الرياض يجب أن ينطلق من ثلاثة أسس: أولاً، معالجة الإشكالات والمخاوف عبر الحوار، ثانياً، اعتبار إسرائيل العدو وليس المقاومة، وثالثاً، تجميد خلافات الماضي.

ويرى مراقبون أن هذه الدعوة تأتي في إطار محاولة الحزب الظهور كقوة وطنية تسعى للاستقرار وتتكيف مع التغيرات الإقليمية، خصوصاً بعد الاتفاق السعودي الإيراني في مارس/آذار 2023 الذي أنهى سنوات من القطيعة بين القوتين الإقليميتين.

وتُصنّف السعودية حزب الله منظمة إرهابية، وتتهمه بالضلوع في تهريب المخدرات مثل الكبتاغون إلى الخليج، ودعم ميليشيات الحوثي عسكرياً في اليمن، فضلاً عن اتهامه بمصادرة القرار السياسي اللبناني وتقويض مؤسسات الدولة. في المقابل، يرى الحزب أن الرياض تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وتقف في صف القوى المناوئة له.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه الحزب ضغوطاً متزايدة لنزع سلاحه، سواء من الداخل اللبناني أو من المجتمع الدولي، وسط مخاوف من أن تظل الخلافات السعودية – اللبنانية عقبة أمام أي مسار تهدئة أو تسوية سياسية في لبنان.