تعزيزات عسكرية ثقيلة تصل المكلا دعماً لقوات المجلس الانتقالي وسط تصعيد خطير في حضرموت والمهرة
أفادت مصادر مطلعة بوصول دفعة كبيرة من المدرعات والآليات والمعدات العسكرية الحديثة، اليوم الإثنين، إلى ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تزامناً مع تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في شرق اليمن.
وقالت المصادر إن الشحنة العسكرية الجديدة ستُوزَّع على عدد من الألوية المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي، إضافة إلى دعم الجبهات والمواقع التي تنتشر فيها قواته داخل محافظتي حضرموت والمهرة، في ظل تحركات ميدانية متسارعة تشهدها المنطقة منذ أسابيع.
ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التحذيرات المحلية والإقليمية من مخاطر توسع انتشار قوات المجلس الانتقالي، خاصة مع تكرار المطالبات السعودية بضرورة الانسحاب واحترام الترتيبات الأمنية والعسكرية المنصوص عليها في اتفاق الرياض، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.
ومنذ مطلع ديسمبر الجاري، فرضت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تمثلان قرابة نصف مساحة اليمن، بما يُقدَّر بنحو 555 ألف كيلومتر مربع، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة من تداعيات أمنية وسياسية عميقة.
وشهدت محافظة حضرموت، مساء الجمعة الماضية، تصعيداً عسكرياً جديداً أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات المجلس الانتقالي وحلف قبائل حضرموت، الذي يطالب بمنح المحافظة حكماً ذاتياً وإدارة مستقلة لشؤونها.
وعلى خلفية هذه التطورات، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، تحالف دعم الشرعية إلى اتخاذ تدابير عسكرية عاجلة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة القوات النظامية لفرض التهدئة، مجدداً مطالبته بالانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني لقوات “درع الوطن”، التي أُنشئت عام 2023 وتخضع لقيادته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم قوات التحالف، العميد تركي المالكي، أن أي تحركات عسكرية تتعارض مع الجهود السعودية والإماراتية الرامية إلى خفض التصعيد “سيتم التعامل معها بشكل مباشر”، بما يضمن حماية أرواح المدنيين والحفاظ على أمن المنطقة. كما جدد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان دعوته لقوات المجلس الانتقالي بالانسحاب من حضرموت والمهرة.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن، يوم الجمعة الماضية، استعداده للانفتاح على “أي تنسيق أو ترتيبات تضمن المصالح المشتركة مع السعودية”، مع تأكيده في الوقت ذاته تمسكه بما وصفه بـ“تطلعات شعب الجنوب”، في إشارة إلى مشروع الانفصال، ما يعكس استمرار حالة التوتر والغموض بشأن مستقبل الأوضاع في شرق اليمن.
اليمن الكبير : حضرموت التاريخ والحضارة ..الحكاية كاملة




التعليقات