ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

سياسيون: 11 فبراير ثورة وعي مجتمعي ومسار نضالي جديد يوحد الجميع لاستعادة الدولة

تحل الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة الشعبية الشبابية السلمية، التي خرج فيها الشباب اليمني، لتحقيق حلمهم في بناء الدولة المدنية، والحفاظ على المكتسبات الوطنية.

وبقدر الحلم والطموح كان نقاء الثورة وصفاؤها وطابعها السلمي الحضاري منذ انطلاقتها، رافعة شعارات وطنية جامعة، وأهدافاً سامية، وقدم أبناؤها في سبيل ذلك تضحيات كبيرة، محافظين على طابعها السلمي الحضاري، وعلى الشعب والوطن ومؤسساته.

وصلت الثورة إلى المسار السياسي عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكان روادها أول الداعمين لهذا المسار، حفاظاً على البلاد ومؤسسات الدولة، والذي يؤدي بالضرورة إلى الإسهام في حفظ أمن واستقرار المنطقة والجوار، الذي كان حريصاً على لم شمل اليمنيين، وصولاً إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي شكل نقطة ضوء أخرى، مثلت إجماعاً وطنياً على بناء الدولة الوطنية الضامنة للعدل والمساواة والحرية والحياة الكريمة.

وحين خرجت جيوش الظلام الإمامية ممثلة بمليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، موجهة سهام حقدها إلى نقاط الضوء في التاريخ اليمني، بدءا بالثورتين الأم 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، وحتى ثورة الشعب السلمية، لكنها هذه المرة عادت مثقلة بأحقاد سلالية على الشعب اليمني وهويته الوطنية العروبية، أضيفت إليها أحقاد المشروع الإيراني الراعي لهذه المليشيات.

لقد كان ثوار فبراير في طليعة المدافعين عن الوطن والشعب وجمهوريته، منذ أول رصاصة وجهتها المليشيا الحوثية إلى صدور اليمنيين، مستهدفة الدولة والهوية، ولا يزالون إلى اليوم يضربون أروع الأمثال في التضحية والفداء، في مختلف ميادين الحرية والكرامة، في الجبهات من خلال انخراطهم في الجيش والمقاومة الشعبية، أو في المجالات السياسية والإعلامية، في معركة اليمنيين التي يسندها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد قوى الظلام الحوثية، لدحر الانقلاب، واستعادة الدولة ووأد المشروع الخبيث.

لقد أوجد شباب الثورة مسارا كفاحيا جديدا لـ11 فبراير يراعي المتغيرات ويضمن خط المواجهة مع مليشيا الحوثي ومن خلفها المشروع الإيراني، يجمع ولا يفرق، حتى يتمكن اليمنيون جميعا من هزيمة المليشيا العنصرية.

إن ثورة 11 فبراير كانت خطا ثوريا سليم الإجراءات لا يصادر حق أحد، ابتداء بالهتاف الثوري وانتهاءً بإيداع الثوار لمطالبهم في مصفوفة الحوار والمبادرة الخليجية والتسوية الدولية ثم مغادرتهم ميدان الثورة وإخلائه للشرعية، التي يقاتلون اليوم مع كل القوى الوطنية لاستعادتها.

 

تَخَلُق قيم الدولة

يقول رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب الاشتراكي اليمني أسعد عمر، إن ثورة الشباب خلقت وعياً عاماً جامعاً بحقوق المواطنة وطبيعة الدولة المنشودة، ووضعتهم على المستوى الشعبي في صورة ما كانت تعيشه الدولة وحال مقوماتها المهدرة والجامدة.

ويؤكد في حديثه لـ"الإصلاح نت" أن الثورة كشفت أيضاً عن طبيعة الأخطار المحدقة التي لم تكن في حسبان من تولى إدارة الدولة.

ويضيف عمر: "وبكونها كانت ثورة شعبية بامتياز فقد دفعت بمكونات المجتمع المختلفة لخوض غمار التحول الذي كان الجميع يطمح لتحقيقه من خلال مشاركتهم بالثورة".

ويستطرد: "ورغم حالة الإخفاق إلا أنها تخلقت لدى العامة من الإيمان بقيم الدولة المدنية والمواطنة، وأحيت الإرادة للنضال في سبيلها".

ودعا القيادي الاشتراكي إلى استحضار حاجة الدولة في هذه اللحظة، وضرورة استعادة مؤسساتها، وأن نعِي أن معركتنا للتغيير لا تزال مستمرة.

وشدد على أهمية التحول في العمل المشترك مع مختلف المكونات في مواجهة جماعة الحوثي الانقلابية ومن ورائها إيران، مؤكداً أنه لا خلاص من سيطرتها دون توحد الجميع والانتقال للمعركة الحقيقية.

ودعا كل مكونات الثورة وبالأخص الأحزاب الرئيسية وفي مقدمتها الإصلاح، إلى المبادرة بوضع رؤية للحل الشامل وجمع شتات مكونات الشرعية وكل القوى المواجهة للمليشيا الحوثية.

 

وحدة الأهداف لمواجهة الإمامة

ويؤكد رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة، عبد الرحمن جهلان، أن ثورة 11 فبراير ساهمت في تكوين حالة وعي وطني عام لدى كافة مكونات المجتمع بأهمية الحرية والحياة الكريمة وضرورة الدفاع عن المكتسبات الوطنية.

وأضاف جهلان: "كما نجحت في خلق علاقة متينة بين المجتمع وتاريخه وحضارته وثورتي الأجداد 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين".

ويرى أنه كان لحالة الوعي الوطني التي أوجدتها ثورة فبراير الدور الأبرز في التصدي لجماعة الحوثي الانقلابية ومشروع ملالي طهران والدفاع عن النظام الجمهوري والمكتسبات الوطنية.

ويستطرد قائلاً: "رأينا كيف وقف الفلّاح والأكاديمي والقبيلي وابن المدينة والجنوبي والشمالي جنباً إلى جنب في مواجهة الأطماع الخبيثة لجحافل الإمامة، الهادفة إلى إعادة اليمن للعصور الظلامية والرجعية".

وبالنظر إلى المرحلة الراهنة يلفت رئيس إعلامية الإصلاح بأمانة العاصمة إلى أن حالة الوعي العام الذي شكلته ثورة فبراير كان له الدور في تجاوز الماضي ونقاط الاختلاف وتقديم التنازلات لأجل مصلحة الوطن، وتوحيد الهدف والجهود لكافة اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم ضد مليشيات الحوثي ومموليها ملالي طهران.

ومع حلول الذكرى الـ11 لثورة فبراير، يشدد جهلان على أهمية الوقوف على أحداث السنوات الماضية، والعمل على تعزيز النقاط الجامعة لكل المكونات المساندة للشرعية للجيش الوطني التي من شأنها الإسهام في حسم المعركة الوطنية وتطهير كل تراب الوطن من الاحتلال الفارسي وأدواته المحلية.

 

في ميدان استعادة الدولة

ويبين القيادي في ثورة فبراير المهندس محمد المحيميد أن الثورة لم تكن ترفاً بعد تصنيف اليمن مطلع الألفية كدولة فاشلة على وشك السقوط بعد تفشي الظلم والفساد والحروب، مشيراً إلى خروج الشباب بكل سلمية لإنقاذ اليمن وتغيير الواقع البائس، لافتاً إلى ما حظيت به الثورة من دعم إقليمي ودولي غير مسبوق جاءت نتيجته المبادرة الخليجية بعد أن استوعب الإقليم والعالم حاجة اليمن للتغيير.

ويعتقد جازماً أن انقلاب عصابة الحوثي على مخرجات ثورة فبراير والمبادرة الخليجية بدعم إيراني، لا تتحمل ثورة الشباب السلمية مسؤوليته، فالحركة الحوثية أنشئت ودُعمت قبل عقود.

ويؤكد المحيميد أن الشباب خرج راجياً ترميم الشقوق في اليمن الكبير وإطفاء الحرائق الناتجة عن سياسات خاطئة لعقود.

ويضيف: "صحيح أن ثورة فبراير لم تحقق أهدافها حتى الآن لأن المعضلات كبيرة، لكن شبابها منذ أكثر من 7 سنوات يقدمون التضحيات الكبيرة والمجيدة من الأرواح والدماء سعياً للقضاء على تلك الكوارث، سواء الإمامية أو المناطقية".

ولا يخفي المحيميد يقينه أن ثورة فبراير وأهدافها وتضحياتها هي التي ستعمل على استعادة الدولة من عصابة الحوثي، التي اختطفتها على حين غفلة، وأن أهداف الثورة النبيلة هي الكفيلة ببناء دولة المواطنة المتساوية والمستقبل الواعد بالعيش الكريم لكل أبناء اليمن، بعيداً عن الطائفية الإمامية ومشاريع التمزيق المناطقية.

 

الخيارات الجامعة

ويذهب القيادي في ثورة الشباب السلمية محمد المقبلي إلى أن أهم ما أنجزته ثورة 11 فبراير هو بناء الدولة والوعي بالحرية، والخيارات الشعبية الجامعة.

ويرى أن واجب الجميع اليوم توجيه الرأي العام فكرياً وسياسياً وإعلامياً نحو مليشيا الحوثي التي انقلبت على ثورة فبراير.

ويشدد أن على شباب فبراير العمل لاستعادة الدولة في مختلف الميادين، سواء الميادين الفكرية والإعلامية، أو في ميدان المواجهة العسكرية، في مختلف الجبهات لمواجهة عصابة السوء مليشيا الحوثي الإمامية العنصرية.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.