أين موقع الملف اليمني من المحادثات السعودية - الإيرانية؟


يبدو أن السلام في اليمن مرهونا بالتقارب بين الرياض وطهران، حيث أن سلسلة المحادثات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، لم تجد طريقها إلى التوافق، وتنتهي عند نقطة خلاف تتعلق بالملف اليمني ولا يمكن تجاوزها.

حديث السفير الإيراني في لبنان "مجتبى أماني"، يؤكد أن الملف اليمني لا يزال حبيس ذلك التقارب، والذي ذكر فيه، أن المحادثات السابقة التي جرت في بغداد، بين الرياض وطهران، كانت تتوقف عند الخلاف على الأولويات، والتي تأتي من ضمنها مطالب السعودية بتدخل إيراني يحد من قوة الحوثيين في اليمن، في حين أن طهران تصر على تنظيم العلاقات بينها وبين الرياض، على أن يبدأ الأمر بفتح السفارات في كلا البلدين، ثم السعي للمساعدة في القضايا الإقليمية.

حديث المسؤول الإيراني الذي نشرته وكالة أنباء بلاده، سرعان ما تم حذف الجزئية التي تتحدث عن مطالب السعودية بضغط إيراني يحد من قدرات الحوثيين، ويتضمن حديث "مجتبى أماني" أيضا، أن الأيام القادمة قد تشهد لقاء ثنائيا بين ممثلي إيران والسعودية لتكون منطلقا لعودة المحادثات الثنائية خلال قمة إقليمية حول العراق ستعقد في عمّان في الـ 20 من الشهر  الجاري.

 

 جولة سادسة من التفاهمات

يقول الصحفي في مركز صنعاء للدراسات، معاذ العريفي، إن هذه الجولة السادسة من التفاهمات بين الطرفين السعودي الإيراني، وهي تمنح تساؤل بإمكانية إنهاء الأزمة اليمنية في القريب العاجل.

وأضاف، أن إيران والسعودية، طرفان فاعلان في الأزمة اليمنية، ومن المعروف أن الأزمة اليمنية لها تقاطعات إقليمية، بين القوتين الأكبر في الإقليم، والحديث المتكرر من الوسيط العراقي، بعد استهداف منشآت أرامكو من قبل مليشيا الحوثي.

وتابع: التفاهمات الثنائية قد تصطدم بارتفاع النظرة العدائية للمسؤولين الإيرانيين، خصوصا من بعض قيادات الحرس الثوري الإيراني، وكما سمعنا مؤخرا، التصريحات بالتدخل بين الحين والآخر إضافة الاتهامات المباشرة إلى الرياض، باعتبارها هي من تقف خلف الاحتجاجات الحاصلة في إيران، إضافة إلى أن السعودية والحلف المناهض لطهران في المنطقة لا يزال ينظر لإيران على أنها تهديد وجودي، وهذان العاملان يمثلان ضغط على المشاورات التي ستستأنف بين الطرفين في جولتها السادسة.

وأردف: إيران استثمرت كثيرا في اليمن من خلال مليشيا الحوثي التي هي على علاقة معها منذ الثمانينيات، وليس سهلا أن تتخلى عنها في يوم وليلة، خصوصا وأن الرياض تدفع وتضغط على الجانب الإيراني بإيقاف دعمه لمليشيا الحوثي، والجميع يعلم أن المليشيا لن تتراجع عن ما حققته خلال الفترة الماضية.

وزاد: الملف اليمني بالنسبة لمليشيا الحوثي فهناك انقسام داخل الجماعة، حيث أن هناك طرف داخل الجماعة يرى أنه من اللازم العودة إلى المشاورات السياسية، بينما الطرف الآخر هو الذي يصر على استمرار العمليات العسكري لا سيما في ظل استمرار المناوشات في خطوط التماس بمأرب والضالع وتعز وما إلى ذلك.

 وأشار إلى أن الانقسام داخل جماعة الحوثي سينعكس بدوره على التفاهمات بين إيران والسعودية.

 

 التفريط بالملف ليس سهلا

من جهته يقول الصحفي فيصل سعيد الحذيفي، إن إيران ترى أن من خلال مليشيا الحوثي تمكنت من الضغط على خاصرة السعودية وممر الملاحة الدولية وأحد خطوط إمدادات الطاقة، والتفريط في هذا الملف لن يكون بسهولة كما يتوقعه البعض من العرب، وإن كان هناك ضغوطا على إيران بالتخلي عن الحوثيين.

وأضاف: ربما تتمكن إيران من الضغط على مليشيا الحوثي بإيقاف ضرباتها على السعودية والإمارات، والتي كانت تستخدمها إيران في تعزيز موقفها التفاوضي في الملف النووي.

 وتابع: لو رجعنا إلى أسباب الحرب في اليمن، فهي كانت تهديدا مباشرا للسعودية من قبل مليشيا الحوثي عندما استولت على السلطة برعاية إقليمية، كما قال أنور عشقي، وبأنه بإيعاز من دولة خليجية لإنهاء حزب سياسي معين.

واعتبر أن مليشيا الحوثي تجاوزت الخطوط الحمراء واتجهت باتجاه السعودية، وكانت تفتح الزوامل بأنها ستتجه العام القادم إلى الرياض بالسلاح وبدون جوازات سفر، فتحركت السعودية لحماية أمنها القومي، بعيدا عن الجانب القانوني وأحقية السعودية من عدمه.

 

 وساطة أم تدخلا

 من جهته يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني، إن ما قاله السفير الإيراني في لبنان ليس شيئا جديدا، فهو قال إن الحوار السعودي الإيراني توقف عند هذه الملفات، وما كشف سابقا في مسألة المفاوضات السعودية الإيرانية، فهي كانت جلستين، جلسة تتعلق بوضع أسس لحوار سعودي إيراني بوساطة الكاظمي، وجلسة أخرى ناقشت تفاصيل الحوار ثم توقفت تماما.

وأضاف: السعودية تريد وساطة إيرانية وليس تدخلا إيرانيا، لكن إيران لا تقول بأن المفاوضات ممكن أن تأخذ هذا المسار، بل عليهم أن يعودوا العلاقة أولا بين البلدين، ومن ثم من الممكن أن تتوسط.

 وتابع: إيران لا تناقش أي ملفات خارج ملف العلاقة بين البلدين، وخصوصا مع السعودية تحديدا، لكن السعودية تطلب الوساطة من إيران منذ ما قبل الحوار معها.

واعتبر أن مليشيا الحوثي لا تخشى أن يكون هناك تقاربا سعوديا إيرانيا، متسائلا، ما الذي سيتغير؟ مضيفا، أنه من المفترض أن تنظر السعودية لليمن كجارة شقيقة لها، وأن تنظر للأمن القومي اليمني كما تنظر لأمن قومها.

وقال: إيران تتعامل مع من تتحالف معهم بمنطق الندية، والاحترام، فهي لا تقول بأنها تتفاوض بملف اليمن أو تتفاوض عليه أو تتفاوض فيه، هي تترك قرار الحرب لليمن - في إشارة لمليشيا الحوثي- والحرب في اليمن وليست في إيران.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية