هل يوقف إضراب المعلمين عبث مليشيا الحوثي؟
قالت الحكومة اليمنية إن مليشيا الحوثي نهبت أكثر من 4 تريليونات و600 مليار ريال خلال عام ونصف، مستنكرة استمرار المليشيا باختلاس رواتب المعلمين في المناطق التي تسيطر عليها.
يأتي تصريح الحكومة بالتزامن مع استمرار المعلمين، في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إضرابهم عن العمل؛ احتجاجا على عدم دفع الرواتب، في حين تهدد المليشيا بفصلهم وتعيين بدلاء عنهم.
وتهدف مليشيا الحوثي إلى تأسيس نظام تعليمي طائفي في موازاة التعليم العام، بعد أن عمدت إلى تغيير المناهج الدراسية وفق موجهات سياسية وفكرية تخدم أجندتها.
- الدور الحكومي
يقول وكيل وزارة الإعلام، عبدالباسط القاعدي: "إن خطوة الإضراب، التي اتخذها المعلمون، في مناطق سيطرة المليشيا، مهمة وإن تأخرت كثيرا، إلا أننا نرحب بها ونشجعها".
ويرى أن "مرحلة التخمة والترف، التي تعيشها مليشيا الحوثي، هي التي دفعت بالمعلمين للإضراب والخروج للشارع للاعتصام والمطالبة بمرتباتهم، وهذا حق مشروع لهم".
وأضاف: "مليشيا الحوثي تسيطر على العاصمة صنعاء والكثير من المناطق، التي فيها عدد كبير من المعلمين، وفيها الكثير من الإيرادات والجبايات التي تنهبها المليشيا من المواطنين، والتي تفوق موازنة الدولة في السابق، لكن كل هذه الأموال تذهب للعصابة السلالية الحاكمة، وتستأثر بها، وتحرِم المعلمين من حقوقهم المشروعة".
واعتبر أن "الحكومة الشرعية هي المسؤولة قانونيا وأخلاقيا عن كل اليمنيين، لكن هناك التزامات ومشاكل تعاني منها الحكومة، حيث استهدفت المليشيا موانئ تصدير جزء من النفط، الذي كانت تذهب عائداته لتوفير الخدمات والمرتبات للمناطق المحررة، ومع ذلك لم تنقطع مرتبات المدرِّسين وموظفي القطاع المدني والعسكري، في مناطق سيطرة الحكومة منذ الانقلاب الحوثي على الدولة حتى هذه اللحظة:.
وأشار إلى أن "هناك عملية تحريف للمناهج التعليمية قامت بها مليشيا الحوثي السلالية الطائفية العنصرية، كان آخرها تحريف أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر".
وقال: "مليشيا الحوثي جماعة معزولة مجتمعيا، ولا تمثل حتى 1% من المجتمع اليمني، ومع ذلك اليوم تستغل انقلابها وسيطرتها على الدولة بفرض أفكارها الطائفية والمذهبية على المجتمع اليمني".
وأضاف: "نحن في الحكومة اليمنية نعمل على إيضاح هذا الفكر العفن، الذي يأتي من كهوف التاريخ للعبث بعقول الطلاب، وتحويلهم إلى قنابل موقوتة تستهدف الأمن والسلم المجتمعي، باعتبارها جريمة بحق الأجيال القادمة، والمجتمع اليمني يدرك خطورة ذلك".
ويرى أنه "لا يوجد حل إلا بإسقاط هذه المليشيا وكنسها من حياة اليمنيين، فهي تسيطر على جزء من اليمن، وتتعامل مع المواطنين في مناطق سيطرتها باعتبارهم مختطفين، وتمارس بحقهم كل أنواع العنف، بما فيه فرض أفكارها في المدارس".
- ليس هناك إضراب
يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني، إن خطوات جماعة الحوثي باستبدال المعلمين، الذين أضربوا عن التعليم بآخرين، "يأتي بهدف استمرار العملية التعليمية والحياة بخلاف ما يريده التحالف".
وأضاف: "صحيح أن هناك أزمة مالية واقتصادية تتعلق بانقطاع مرتبات المعلمين، وذلك بسبب عدم قدرة (جماعة الحوثي) على الاستمرار في دفع المرتبات للموظفين، بالاعتماد على ميزانية الدولة الحالية في صنعاء، بعيدا حتى عن المثالية التقليدية التي تعتمد عليها الجمهورية اليمنية، ولم تعتمد الدولة اليمنية، في أي مرحلة من المراحل، على الضرائب أو الجمارك على أنها هي الميزانية، التي يمكن أن تعتمد عليها في تسليم رواتب الموظفين، خصوصا المعلمين".
وتابع: "صحيح أن هناك تعديلا للمناهج، لكن هل تطعيم المناهج الدراسية بمعاداة أمريكا وإسرائيل جريمة؟ هل إزالة الكراهية المذهبية والطائفية والأفكار الوهابية الإخوانية من المناهج جريمة؟"، مجيبا: "نحن لا نراه جريمة".
ويرى أنه "لا يوجد هناك إضراب حقيقي حتى الآن، فنسبة الإضراب من المعلمين والمدرسين لا تتجاوز 10%، فيما 90% من المعلمين لا يزالون يعملون في كل قطاعات التربية والتعليم، ومع ذلك المطلوب معالجة مرتبات المعلمين".
وقال: "80 % من المعلمين المضربين يرفضون التحالف ويحمِّلونه مسؤولية الجزء الأكبر من معاناتهم".
- حقوق مشروعة
يقول المتحدث باسم نقابات التعليم في صنعاء، عبده سالم: "أحيي الميدان التربوي الذي خرج عن صمته وخوفه، رغم تحفظه خلال السنوات الماضية، وظل صامتا عن حقوقه، ولم يتجرأ على المطالبة بها".
وأضاف: "ندعو كل من لا زالوا خائفين بأن يتوقفوا عن التعليم، وإن يلزموا بيوتهم، أو للخروج إلى أماكن أخرى ليعيشوا حتى تتحقق المطالب، باستعادة الحقوق منذ 8 سنوات، وتصرف الرواتب، ولا يلتفتوا لتهديدات المليشيا، لأن وقوفهم صفا واحدا سيجعل المليشيا تخضع وتسلم المرتبات التي تنهبها:.
وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي تريد، من خلال هذه التظاهرة الاحتجاجية للمعلمين، أن تتسول باسمهم من المنظمات الدولية والدول المانحة ومن التحالف العربي".
وتابع: "في حال استجاب المعلمون لتهديدات المليشيا، وعادوا إلى المدارس، فإنهم مشاركون في الجريمة، التي ترتكبها هذه المليشيا، وتنهب حقوقهم، والساكت عن الحق شيطان أخرس:.
ووجّه سؤالا للمعلمين: "كيف ستواجهون السؤال عندما تقفون بين يدي الله، وقيل لكم: [إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا]".
وبيّن: :نقابات التعليم كانت في تواصل مع الحكومة الشرعية، وكانت في سبيل الوصول مع الحكومة إلى دفع رواتب المعلمين النازحين، ومن ثم رواتب المعلمين الذين لا يزالون يعملون في الميدان، إلا أن المليشيا قطعت هذا الأمر بمنع التعامل بالعملة الوطنية الجديدة، وإلغاء كل الإصلاحات من قِبل الحكومة الشرعية".
واستطرد: "اتفاقية السويد جاءت لحل مشكلة رواتب الموظفين إلا أن المليشيا استغلتها وحوّلتها لصالح المجهود الحربي، وإثراء قياداتها، وبناء تعليم طائفي موازٍ للتعليم العام".
التعليقات