تحليل.. ما الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه من انخراطها في الملف اليمني؟
تتزايد مؤشرات الانخراط الروسي في الملف اليمني مع تسارع وتيرة التقارب بين موسكو وجماعة الحوثي، في وقت تعاني فيه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من تراجع الدعم الغربي وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وبحسب تحليل نشره مركز "كارنيغي بوليتيكا"، يستعرض فيه الباحث الروسي رسلان سليمانوف، فإن موسكو بدأت مؤخراً في تبني سياسة أكثر انفتاحاً تجاه الحوثيين، مستفيدة من تقاطع المصالح ضد الغرب، وخصوصًا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى أن روسيا، التي كانت تحافظ سابقًا على مسافة متساوية من جميع أطراف النزاع اليمني، بدأت تميل بشكل واضح نحو الحوثيين، الذين يتبنون خطابًا معاديًا للغرب، ويشنّون هجمات على السفن الغربية في البحر الأحمر، ما يساهم – بحسب التحليل – في تشتيت الجهود الغربية الداعمة لأوكرانيا، وهو ما يصب في مصلحة الكرملين.
وذكر التقرير أن مستشارين عسكريين روس من جهاز الاستخبارات العسكرية (GRU) يتواجدون في صنعاء، كما رصدت تقارير أممية محاولات تهريب أسلحة إلى الحوثيين تحمل مواصفات مماثلة لتلك المصنعة في روسيا. كما كشفت معلومات عن مفاوضات بين موسكو والحوثيين – عبر الوسيط الإيراني – بشأن تزويدهم بصواريخ مضادة للسفن من طراز "ياخونت".
في المقابل، تسعى الحكومة اليمنية إلى توسيع علاقاتها مع روسيا، حيث أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، زيارة إلى موسكو الأسبوع الماضي، في محاولة لكسب دعم اقتصادي وسياسي، ولحث الكرملين على الضغط على الحوثيين لتخفيف التصعيد.
ويرى الباحث سليمانوف أن الآمال اليمنية الرسمية في وساطة روسية فعالة قد تكون مبالغًا فيها، خصوصًا مع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وعدم استعدادها لتحمل أعباء تسوية النزاع اليمني. ومع ذلك، فإن التقارب الروسي مع الحوثيين يجعل من موسكو طرفًا لا يمكن تجاهله في أي ترتيبات مستقبلية في اليمن.
عيدكم مبارك ... اخترنا لكم أجمل البرع من موروث اليمن الشعبي
التعليقات