خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
عاصفة الحزم.. 10 سنوات من التصدي للمشروع الحوثي وإسناد الشرعية اليمنية
عقب انقلابها على السلطة في سبتمبر العام 2014، انتشرت جحافل مليشيا الحوثي في المدن والقرى اليمنية، واتجهت لإسقاط مؤسسات الدولة والانفراد بالسلطة بقوة السلاح، فارضة مشروعها الطائفي على اليمنيين، في واحدة من أكثر المراحل القاتمة في تاريخ الدولة اليمنية.

في ليلة 26 مارس 2015، واستجابةً لنداء الشعب اليمني وشرعيته السياسية، دوت أصوات مقاتلات التحالف العربي في سماء العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، مستهدفةً مواقع مليشيا الحوثي الإيرانية وتحركاتها في البلاد.

ومنذ وهلتها الأولى، نجحت عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية، في تبديد حلم مليشيا الحوثي بإحكام قبضتها على اليمن، في تأكيد عروبي واضح مفاده أن اليمن لن يكون الدولة الرابعة التي تسقط بيد طهران.

اليوم، وفي ذكراها السنوية العاشرة، يستذكر اليمنيون انطلاق عاصفة الحزم بعرفانٍ كبير، باعتبارها نقطة تحول مفصلية في مسار الصراع اليمني، وحجر عثرة أمام محاولات مليشيا الحوثي الدفع باليمن نحو الهيمنة الإيرانية.

- إسناد الشرعية.. موقف عربي حاسم:

شكلت العملية العسكرية للتحالف العربي "عاصفة الحزم"، رافدًا قويًا للشرعية اليمنية، وضربة قاصمة لإيران التي كانت ترقب سقوط اليمن برمته على أيادي مليشيا الحوثي، ذراعها الجديد في المنطقة العربية.

في هذا السياق، أكد القاضي د. أحمد عطية، عضو الفريق القانوني للمجلس الرئاسي، أن عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية، لعبت دورًا كبيرًا في حماية اليمن من الأطماع الخارجية وإفشال مخططات إيران في السيطرة على البلاد.

وأوضح عطية، في حديث مع "الصحوة نت"، أن المعركة لم تنتهِ بعد، لكن استعادة الحكومة الشرعية لكثير من المدن والمناطق التي كانت تحت سيطرة الحوثيين، يبرهن على أن عاصفة الحزم كانت أساس هذا النصر.

وأشار إلى أن انقلاب الحوثيين على السلطة في 2014 كان خرقًا لكل الاتفاقات والمواثيق الوطنية، حيث قاموا باقتحام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي وفرضوا الإقامة الجبرية على الحكومة.

وأضاف القاضي عطية أن "عاصفة الحزم" لم تكن مجرد تحرك عسكري، بل كانت موقفًا عربيًا حاسمًا أثبت أن اليمن لن يكون ساحة مفتوحة للمشاريع الإيرانية.

ولفت إلى أن الدعم الذي قدمته السعودية والإمارات لم يقتصر على الجانب العسكري، بل شمل أيضًا الإغاثة والاقتصاد، بينما كان المجتمع الدولي يكتفي بالمشاهدة دون اتخاذ إجراءات رادعة لوقف الجرائم الحوثية.

- الجيش الوطني.. أهلية التحرير واستعادة الدولة:

مع انطلاق عاصفة الحزم، تلقت مليشيا الحوثي ضربات موجعة أفقدتها توازنها، خصوصًا أن التحرك العسكري جاء بعد أن كانت قد بسطت سيطرتها على معظم المحافظات، متجاوزة كل الاتفاقات السياسية، ورافضة كل المبادرات.

وتحت غطاء جوي من قبل مقاتلات التحالف العربي، التقط اليمنيون أنفاسهم وتشكلت المقاومة الشعبية وتمكَّن الجيش الوطني من إعادة ترتيب صفوفه، لتبدأ حينها معركة خلاص الشعب من درن الكهنوت الإمامي.

ويؤكد القاضي أحمد عطية، أن الجيش الوطني اليمني، الذي تم تأسيسه من الصفر، خلال السنوات العشر الماضية، أصبح اليوم قوة كبيرة قادرة على الدفاع والهجوم والحفاظ على مكتسبات اليمن وتحريرها من جماعة الحوثي.

وشدد عطية، خلال حديثه، على أن اليمنيين قادرون على استعادة جمهوريتهم وهزيمة المشروع الحوثي، متى ما توفرت الإرادة، مشيرًا إلى ضرورة توحيد الصف الوطني، ومواصلة النضال حتى استعادة الدولة.

- معوقات التقدم وحسم المعركة:

بعد أسابيع من انطلاق عاصفة الحزم، تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإسناد التحالف العربي، من تحرير عدة مدن وقرى ومحافظات، وتحقيق تقدمات كبيرة في عدة جبهات، وصولًا إلى مشارف العاصمة صنعاء.

بحلول ديسمبر 2016، كانت قوات الجيش الوطني قد استكملت تحرير سلسلة جبال استراتيجية في مديرية نهم، وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة، وسط انهيار كبير في صفوف مليشيا الحوثي.

وتعرقلت تحركات الجيش الوطني من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية، التي دفعت نحو وقف التقدم العسكري تحت ذرائع إنسانية، وهو ما منح المليشيا فرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب صفوفها، ما أدى إلى إطالة أمد الصراع حتى اليوم.

وفي هذا الشأن، أكد مدير عام مكتب الإعلام في محافظة صعدة، مبروك المسمري، أن المجتمع الدولي ومنظماته لعبت دورًا رئيسيًا في عرقلة تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية خلال فترات الحرب، لا سيما عندما كان الجيش قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحسم العسكري والوصول إلى مشارف صنعاء وميناء الحديدة.

وأشار المسمري، في تصريح لـ"الصحوة نت"، إلى أن المجتمع الدولي كان يتعامل مع جماعة الحوثي بما يخدم مصالحه الخاصة، حيث كان يستثمر في الجماعة منذ عام 2014 دون أن يأخذ بعين الاعتبار أنها أداة إرهابية تابعة لمشروع إيراني.

ولفت إلى أن المجتمع الدولي لم يعترف بخطورة الحوثيين إلا بعد تهديدهم لخطوط الملاحة في البحر الأحمر، وأن التدخلات العسكرية الأخيرة بقيادة الولايات المتحدة ضد الحوثيين جاءت لتحقيق مصالحه الأمنية دون أن تهتم بمصالح الشعب اليمني.

وأضاف المسمري: "لقد كان المجتمع الدولي يتدخل في اللحظات التي كان فيها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحققون تقدماً ملموساً، مثل تقدمهم في جبال نهم وميناء الحديدة، لكن تلك التقدمات كانت تُعرقل تحت مزاعم إنسانية ودعوات سلام لم تحقق أي نتائج ملموسة لليمنيين".

- دور النخبة السياسية والثقافية:

بعد مرور عشر سنوات، أصبح من الواضح أهمية انطلاق عاصفة تحرر جديدة، بإرادة يمنية خالصة، ومدعومة من الأشقاء العرب، لتحرير البلاد من سيطرة المليشيا الحوثية واستعادة الدولة والجمهورية.

وتقع مسؤولية هذه العاصفة اليوم على النخبة السياسية والثقافية، التي يجب أن تتقدم الصفوف، مستلهمة تجربة الشعوب العربية التي ناضلت وهي سائرة اليوم في طريق التحرير، مثل سوريا والسودان.

وحول دور النخبة في اليمن، قال مبروك المسمري إن الدور الذي لعبته النخبة السياسية والثقافية في اليمن منذ اندلاع عاصفة الحزم وحتى اليوم لم يحقق طموحات وآمال الشعب اليمني، الذي يتوق إلى الحرية واستعادة الدولة من المليشيا.

وأوضح أن الواجب اليوم على النخبة السياسية والثقافية هو تغيير أدائها بما يتوافق مع طموحات الشعب اليمني، واستغلال المتغيرات الحاصلة في المنطقة، والاستفادة من تجارب السوريين والسودانيين الذين استطاعوا التغلب على مصاعب كثيرة، وتعاملوا بجد واجتهاد وتضحية وولاء وطني خالص لما يخدم قضيتهم.

واختتم تصريحه، بالتشديد على ضرورة أن تضع النخبة السياسية اليوم رؤية وطنية موحدة تتجاوز خلافات الماضي، وتقدم تنازلات من أجل الوطن، لتحقيق السلام واستعادة الدولة في اليمن.

"ويجب أيضًا على النخب الثقافية في المجتمع التركيز وبذل الجهد للتوعية المجتمعية حول مخاطر استمرار بقاء سيطرة مليشيات الحوثي، والعمل على رأب الصدع وتوحيد الكلمة بما يخدم المشروع الوطني".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.